لقد مرت على قلبي أيامٌ طوال، ذاق فيها الكثير. وأكل عليه الحزن وشرب، لكنه تحمل ما يمكنه استيعابه، ببُطء وسخاء، ومحاولة تصنع البرود، جعلني هذا أتخبّط .. مرارًا وتكرارًا كالكيس البلاستيكيّ وسط الرياح، في يومٍ عاصف لا قرار له، تستقبله الأعاصير يمينًا و يساراً وهو حائر بينها، لكنه لا يتمزّق إطلاقًا.
أيُها الدهر، لقد وقعنا كثيرًا على منتصف الطريق، أنى لنا الاستسلام الآن؟ لقد شددتُ على ظهري بأحزمة الصبر متصنعاً جَلَداً كاذبًا لا يملكه إلا البعير، ولكن ما بالي تحملتُ كثيرًا حتى بات الأمرُ بهذه الطبيعية؟ والآن أنفجر .. بِـ قَشّة ! تماماً في تلك القصة، أيُّ غباء هذا؟
الفرق بيني وبينه أني إنسان، أجيد الكلام والتفكير المنطقي - كما يبدو في الظاهر - ، وأجيد التحمل ولديّ قدرة على الصمود أمام الأهواء. أتُراني أقدر على الصبر وإعطاء ظهري فرصةً أخرى ؟ لكني أخاف كسره ...
فهل ينكسِر ؟! ..
-
هاجر هشامأسيرُ ويقيني معي. "إنْ لم تزِد في الحياةِ شيئًا فأنتَ على الحياةِ زائدْ"