موسم هجرة العاهرات إلى الشمال...
ارتكنت في زاوية الصالون وحيدا، أداعب ثمالة قابعة في قعر الكأس... إرتعاشة عرق يتصبب من جسمي الذي فقد، منذ سنوات أشياء كثيرة، كالإحساس الخارجي والتوازن، ومذاق العرق والرؤية... لم يعد في مُكني سوى التخمين بعيون مُسلبة على حافة الشك في الحياة، لحظة يقين بات مؤكدا...
انطلقت رحلة شعاع الشبق في خط مرتفع، عموديا، مع زمن ذاكرتي... توالَ نبش السنوات في ترصيص حب عنيف وسط رحلات تتقاطع مع رحلات الشتاء والصيف، أشياء تنضج بتؤدة شيئا فشيئا، محركها كأس مدام معتق، وسط الألم الذي يبني صروحه بسرعة... فيحجب شعاع الشمس ولا يترك سوى ظلالها الكربونية...
استحضرت صورتها عمدا. ممشوقة القد. ضامرة الخصر. مكورة العجيزة. ممتلئة الأرداف، نهديها شلال ينساب منهم حنان نهر الكوثر... قفزت من مكاني أفتش عن هاتفها... ركبت الرقم. سافرت مع الأثير في الأسلاك لثوان:
- ألو...
- ألو السلام عليكم... أنا سعيد صديقك أو بالأحرى عشيقك..
- آه... سعيد... كيف الحال...؟
- الحمد لله.. وأنت..؟
- لاباس...
- فينك... اشتقت إليك كثيرا و إلى ليالينا الملاح... هل أطمع ... وأحظى بليلة حمراء ماجنة مع ملهمة العشق...
- آسفة... أنا في طنجة منذ يومين....
- طنجة... !!
- نعم لدي موعد هناك... ألم تسمع بالأخبار..؟ ملك السعودية وحاشيته حلوا هنا... وطلبوا عاملات....
قطعت الخط... وأطفأت الهاتف... لأقضي الليل مع زجاجة "ريد لابل" المهداة من صديقي... محمود يوزرسيف
كلانا مكره وعاشق لا يستطيع أن يرد ما رشحت به قرية الغدر... شتات مر... واتفاق على الوضع... رغم الارتباكات المؤلمة... نُضاحك الألم في وجهنا كل ما إلتقينا... دون أن نتدخل في حدود بعضنا...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 04 / 08 / 2015