أريس زينة الرياح(1) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أريس زينة الرياح(1)

نعم ذهبت ثم رمتني أحضان العاصفة وأخذتني إليك.. كيف تتخلى عنك العواصف وأنت زينة رياح الليل

  نشر في 05 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

في ليلة باريسية من ليالي الكريسماس، تحت أضواء زينة الشجر ولمعة الشوارع البراقة من آثار المطر قدم أوسم شاب بالمدينة ويدعى "آلبرت" إلى حبيبة قلبه "أريس" خاتم خطوبة من الذهب الأبيض وطلب منها أن تتزوج به، كانت تلك اللحظة محض من الخيال، ولكن المشهد لم يكتمل كما توقعه "آلبرت"، لم تدمع عينتا "أريس" من الفرحة ولم تأخذ الخاتم وتطير به فرحاً.

صمتت "أريس" برهة من الوقت وبدأت تتكلم بصوت خافت حزين قائلة: "آلبرت" أريدك أن تعلم شيئاً عني لم أقوله لك من قبل، قال لها في تعجب: ماذا دهاك يا "أريس" وهل هناك شيئاً أهم من ذلك الآن، لما ملامحك باردة ولماذا ينبعث منك كل هذا الجفاف، حقاً لا أحد يتنبأ بتصرفاتك يا "أريس".

شعرت أريس برغبة قوية في البكاء ولكن أمسكت نفسها لبعض الوقت ثم قالت: "آلبرت" عندما كنتُ في التاسعة من العمر تعرضت للتحرش من زوج عمتي ...كان وقتها مخموراً وعمتي كانت نائمة و ....

وضع "آلبرت" يده على فمها لكي لا تكمل الحديث، ثم قال لها: أرجوكِ كفى، ورحل، ذهب بين الخيبة والضياع وكأن "أريس" كالجثة في قلبه، لا يوجد شيء واضح، كما وشعر أنه بعيد عن العالم، ربما كان ينقصه التوازن.

في تلك اللحظات بدأ الثلج بالهطول وأريس مازالت تحت شجرة الكريسماس، جلست على ركبتيها، لم تستطع الحراك، ولم تعد تشعر بشيء كما لم تجد ما يدفئها، لم تكن روحها مطمئنة، وشعرت أنها تائهة في الظلام، ثم أخذت كرة صغيرة مزينة من الشجرة وبدأت تضغط عليها بكل قوتها وتتكلم معها قائلة: هل أبارك لنفسي لأني دخلت حي العذاب، فقد خانني التقدير وتبخر خط الرجوع.

في تلك الأثناء ذهب "آلبرت" إلى عمة أريس وقد وجدها تخبز الكعك، دخل بيتها ونظر إلى زوجها جالساً على كرسي خشبي يحتسي الشاي ويشرب السجائر، اقترب منه "آلبرت" وصفعه صفعة قوية جداً ثم رماه على الأرض وبدأ يضربه بقوة ويقول له بصوت مرتفع: كيف تؤذي فتاة صغيرة أرق من الصفاء، وبقي الحال كذلك إلى أن أبعدته عمة "أريس" عنه ثم قالت له: ما بك يا بني هل جننت.

عاد "آلبرت" إلى المكان الذي ترك "أريس" فيه، وجدها جالسة على ركبتيها مغطية وجهها بشعرها البني ودموعها تتساقط على الثلج، أمسك يديها وقال لها لما يداك باردتان يا "أريس". نظرت إليه وصوتها يرتجف ثم قالت له: "آلبرت"... "آلبرت" ، حسناً يداي باردتان من صقيع غيابك، فقد علق بي هذا الصقيع كالغبار، ثم قالت له: إلى أين ذهبت ظننتك تخليت عن الشغف المرهون بيننا، قال لها وهو ممسك يدها: نعم ذهبت ثم رمتني أحضان العاصفة وأخذتني إليكِ.. كيف تتخلى عنك العواصف وأنت زينة الرياح، كان يبكيان ويضحكان في نفس الوقت،

ثم قالت "أريس" وهي تسعل: يا "آلبرت" أنت تستطيع بأن تحتوي بحراً بأكمله، فقال لها: كيف لي أن أتجرد من لجوئي في قلبك.


  • 1

   نشر في 05 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا