البيان لمن فقد البَنان
الف حرف ولام حرف والهمزة حرف وتشكيلهم يٌجسد الحياه و الموت
نشر في 15 يناير 2024 .
البيان لمن فقد البَنان
الفصل الأول
الحمد لله وحده والصلاه والسلام علي من لا نبي بعدة ... أما بعد ، أما ما يُكتب فيبقَى وأما ما يقال فتذروهُ الرياح وسبحان من جعل من كلماته معجزة لنبيه الكريم قال الله تعالى : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنْ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) هود
سيدنا إدريس -عليه السلام- أول إنسان خط بالقلم ودوّن ما نزل عليه من الله تعالى فكان تدوينه حفظ وأمانه وبقاء لا يمحقه الزمن
فشهوة الإنسان في الخلود جعلت من التدوين غايه فكيف يمكن لأي انسان عاقل بأن يٌمحق جمال عاشه ويتركه هشيما تذروة الرياح
كانت الكلمة مسئولية ومعجزة ...... إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة وتدوين الكلمه بقاء وحياه بعد الموت
فالحب كلمه وتدوينها خلود وقصص الحب وإن تنوعت يبقا الأقوي في من قصد الكلمه ونزفت جبهته علي أوراق التدوين لتٌخلد إلي أبد الأبديين
وها أنا أنقش جدران حضاره حبي المضمحله لأٌخلدها في نفسي واٌعجز بها السنه المبدعيين المٌحدثين وأتحدي بها كل من قال أنه محب أو عاش الحب أو لٌقب بحبيب أو جٌن للحب
لعله أمر غريب أن لا يذكر التاريخ أي قصص حب ناجحه ...كيلوباترا وانطنيوا ، نابليون وإيما ، هتلر وإيفا ، جميل وبثينه ، عنتروعبله ، مجنون ليلي
يا لها من نهايات مأساويه تربعت علي عرش التاريخ .... العالم ليس بالمكان السوي الذي يٌعطي علي سعاده ورحب
ضريبه العالم الألم ....كلما زاد الألم ذاد الشأن
ما الممتع في قصه عشيقيين انتهت بالزواج والمنزل والموت علي الفراش
الألم هو ثمن الخلود وكلما زاد الألم زادت فرصتك في التخليد .... أعتقد يا عزيزتي أن ألمي سيجعلني أول المذكوريين في قصص العشق
إنها صفقه خاسره عندما تتنافس بالأمك .... أي مكسب ستناله إن كانت الجوارح اصبحت خاويه والنفس صدأه والروح تالفه والعقل مسكين والقلب متوقف
ماذا ستعني كل متع العالم إن فقدت الرغبه في كل ما هو مرغوب وأصبحت ميتا متحركا لا تقبل المقاومه ولا تعرف لما المقاومه وفيما المقاومه
ما هذا الظلام الدامس ...أنت نبيّة هذا الظلام الذي أغرقتني أغواره الباردة الموحشة وأنا لا أحبك فقط ولكني أؤمن بك مثلما كان الفارس الجاهلي يؤمن بكأس النهاية يشربه وهو ينزف حياته، بل لأضعه لك كما يلي: أؤمن بك كما يؤمن الأصيل بالوطن والتقي بالله والصوفي بالغيب.
أعرف منك أيضا بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه بالصورة التي تشائين إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة
اليوم في إجتماع العمل تساءلتُ: هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابكِ فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا ؟
إن لي قُدرة لم أعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك، وحين أرى منظرًا أو أسمع كلمة وأعلق عليها بيني وبين نفسي أسمع جوابك في أذني، كأنك واقفة إلى جواري ويدك في يدي. أحيانًا أسمعكِ تضحكين وأحيانًا أسمعكِ ترفضين رأيي وأحيانًا تسبقيني إلى التعليق، وأنظر إلى عيون الواقفين أمامي لأرى إن كانوا قد لمحوك معي
غريب كل الأمر وما أغرب من أيامنا ....
البوذيه تؤمن بإنتقال روح الإنسان منه إلى جسد آخر، ويرون أن الحياة هي عذاب وأن الموت هو الراحة الأبدية لروح الإنسان، وإذا كانت أفعال الإنسان سيئة فستعود هذه الروح لنفس الجسد وتحرم من الخلود والذهاب إلى النيرفانا
كم حياه في حضرتك .... كم تكرر الأمر في عقودنا سويا .... كم شخصيه تمثلت فينا وخلفت مشاعر حب جديده لكي وحدكي وإن تعددت الصور فكنتي نفس الجمال
الثامن عشر من مارس لعام الفيين وإحدي عشر ... إنقضي ثلاثه عشر عاما علي هذا اللقاء
اللقاء الأول الذي جمعني بضياء وجهك ...
وجه مستدير ناصع البياض مصحوب بحمره ليست بحمره خجل بل روح ملائيكه تفيض بسريان الدم البشري في عروق هذا الوجه ، فالجسد حواء والروح عليين
غطاء رأس مختلف عن خيلانها ... ربطه مختلفه لوجه مختلف إبتسامه تلقائيه تفضح برائتها وعدم تناسبها مع نفوس المحيطيين
لكنه سريعه مرتفعه الصدي دليل علي القوة والتربيه وسط رجال
أكانت تدري أن ملابسها ستصبح صيحه حتي الأن .... البنطلون البوي فريند خاصتها كان يدل علي التمرد ، واليوم اصبح موضه الكاجول للأرستقراطيين
أعتقد أن مقاستها اختلفت ... حتي مقاس قلبها لم يعد يسعني
يا الله ... أنظرة كفيله أن تٌقيدني للأبد
سأحاول أن اشرح الموقف بإختصار ... ما الذي يٌجبر إنسانا يري إنسانه لا يعرفها أن يتعهد قلبه أمام ربه علي الرعايه التامه لها في السراء والضراء
ما الذي يدفع إي انسان عاقل بأن يعيش اسيرا لرعايه شخص ويجعل مسئوليته هي همه الوحيده
كيف يٌحاط الإنسان بالقلق علي غيره لا نفسه
كيف يٌكبل القلب بقيد الأهتمام لمن وقعت عينيه عليه
ما الذي اعطاني الحق في رعايه هذه الإنسانه ... ولماذا شعرت من لحظتها بمسئوليتي تجاهها ... وما الذي يجعلها تقبل أن اكون مسئول ... ولما كل الحيره والتكاليف الزائده ما الداعي لكل هذا ...
تظن أنه الحب ... هذا ليس بحب
أنه أمر الله في من ليس علي قلبه أمر ... إنها تكلفه من الله
درجات الحب سبع ....
الهوى الصَّبابة الشَّغف الكَلَف العشق النَّجوى الهُيام
وعاقبه أول نظرتي كانت النجوي ... وفراقها كان الهٌيام
لعلي مخطئ في كل شئوني فما زدت عن كوني بشرا ... لعل كل الأخطاء أخطائي والتقصير داري وهجرك لي من نتائج أسبابي
لكن الأمر الأوحد الذي لا أشك فيه وأحارب عليه حتي الموت ... هو الأمان
قدمت لكي ما تمنيته لنفسي ولم أملكه طيله حياتي
أي نوع من العشق يجبر إنسان خاوي فاقد للشئ بأن يقدمه إلي من هواة
كنت افتقد العائله والأمان وشعرت أن هذا أغلي ما قد تحتاجينه من نظري
لعلي كنت أناني الطبع وظننت أن أكثر ما تحتاجينه هو أكثر ما احتاجه انا
الأمان وما الأمان الإ بالله وما معني الدنيا اذ فقدنا الأمان .... الأمان علي نفسك بأن تجد من يصرخ وقت انقطاع صوتك
الأمان علي عرينك إن كٌسر الباب
الأمان علي حماك إن ضعف الدرع
الأمان أن تجد الدعم في كل فعل وقول لك بتسديد من تأمن به بعد الله
فجعلت من نفسي أمنك والسبب بعد الله فكنت لسانك الذي يجرح أن فضلتي السكوت وعينك التي تجحظ اذا فضلتي السلام ويدك التي تبطش إذا ارتعشت الأزرع وقدمك التي تقف إذا فضلتي الإستسلام وشرك الذي يٌوقد إذا دعاك السلام ... كنت الشيطان المربوط بظهرك يفتك الأرض بمن عليها إذا مستك رياح الخوف
لكنك لم تحتاجي الأمان ... كنت أنا الذي بحاجته وجعلت من رغبتي فيه غشاء علي عيني اتخبط بقلقي الدائم عليكي حتي كانت حياتنا كالجحيم
ونسيت أن أماني كان دائم الوجود أمامي متمثل في وجودك ، ووجود من أوجدتك وإعاده ميلاد قلبي العذراء الحامله لقلبي الواضعه له في ضلوعي أعز نساء الأرض واكرمهم الصابره الحاسبه الكريمه المٌكرمه أمي قبل أن تكون أمك ...
الرابع والعشرين من شهر يناير لعام الفين وثلاثه عشر
اللقاء الأول لم يكن في الحٌسبان ... كان نداء من أسفل منزلكم لأخوكي الذي لا ميزة له سوي انه اخوكي
طلت علي أمي برداء سماوي منمق وغطاء رأس منزلي ... عرفت من أين جاء نور وجهك
[أحمد فوق هندهلوا اهو] ...... كانت أول كلماتها وكانت نبرتها أرق من نبرتك
كل لقاء أولي يٌلقي في النفس إما مودة العمر أو شقائها فكنتم خير اللقاء وخير جليس للفؤاد
ولا يزال المتحابون يتشابهون حتي يظن الناظر أن بينهم صله رحم ولا يعلم أن الله قد ربطهما بميثاق غليظ ... فكانت اشجار منزلكم غرس يدي وبيتكم بنائي ومجلسكم مسكني ونوركم ضيائي وحزنكم بوئسي وعدوكم عدوي وحبيبكم أغلاي
يٌتــــــــــــبع....
-
Ahmed Mokhtar”الكتابة عمل سهل، فليس عليك إلا أن تحدق في ورقة بيضاء إلى أن تنزف جبهتك.“ ― دوجلاس آدامز