"سليل النجوم"
حدق لتنظر من هنا
طفل طويل أرعنا
سيف تجرَّع غمده
وتملق الليل الطويل الأدهما
نجم يغور بأفقه
قوله: فصل
وجده: هزل
وهزله: موت الفجاءة
...
أيا سليل النجوم
حدق لتنظر من هنا
على شفا..
نافذة البرج البحري
قناديل ضوء تتوهج
وموج يعلوه موج مظلما
ليل سديم
ترفَّق..
بينه وبين الكون
سجف من الغيب تتقصف
اسمع
أصمت
أصغ..
لاتتحرك
فالنجوم على شفا..
كل السقوط يأتي دفعة
تأهَّب
...
ارجع ورائك للنخيل السابحات
في زرقة المساء
وفضاء الشتاء
أللأشباح الهائمات
والعيون الغائمات
والصحو الغافي
والعواء المتلجلج
يقطع الصمت المبرما
...
حدق لتنظر من هنا
طفل طويل أرعنا
سيف تجرَّع غمده
وتملق الليل الطويل الأدهما
...
قف هنا
وأعد قراءة الورقة الصفراء
بل الزرقاء
لقد فارقت عمر الذبول
وعاصرت قلب الأفول
وسافرت عبر العقول
في سماوات الرماد
لتحتسي مرق النجوم الأغبرا
وتقيم الأوكسترا
في فقاعات الغيوم
وصليل رعد بارقٍ
قد كان يوماً أزرقا
...
في طيف الزقاق المتعرج
وضوء المصباح الخافت
ألا تشم البحر
لا..
لا تحطم الحلزون في الصدف
لا تأكل ما تبقى من حجارة
فحارس الحقل أصابه الإعياء
هاهو في منعرج الطريق
لاينتظر
وهل هناك أقسى من
لا أقول الانتظار
فخبزنا انتظار
ودمعنا انتظار
وليلنا انتظار
...
حدق لتنظر من هنا
طفل طويل أرعنا
سيف تجرَّع غمده
وتملق الليل الطويل الأدهما