ما خفي على مدعي الانتساب للحضارة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما خفي على مدعي الانتساب للحضارة

  نشر في 30 أكتوبر 2020 .

ونحن في عز الحملة الشرسة على خير الانام عليه افضل الصلاة والسلام ، قد تغلب على المرء مسحة الجاهلية القابعة في قاع القلب والتي تملي عليه ضرورة الرد بأسلوب ابي جهل ، ولكن اذا وليت وجهك شطر السيرة العطرة فتجد نفسك مجبرا على ان تنهل من عبقها لانتقاء افضل رد و اصطفاء أرقى القيم ، لتكون نصرة بالكلمات وفق هدي صاحب الرحمات وإرضاء لرب المعجزات.

وبما وان صوت الشاتم صادر من فرنسا سالت نفسي هل المتحدث يعلم حقا ما يقول ، ام ان الامر كله امتثال لأوامر اهل الحسابات ومسودات الغرف المظلمة لتحقيق اهداف معلنة او خفية ، قد تكون سياسية او اقتصادية او حتى تطبيق تعاليم عقائد دينية. يذكر المؤرخون ان نابوليون بونابارت اشاد بعبقرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مذكراته قائلا - كان محمد اميرا جمع عشيرته وخلال سنوات قليلة سيطر المسلمون على نصف دول العالم - ويذكر المؤرخون ايضا ان نابليون كتب في بعض اوراقه عن الاسلام ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قائلا -الذي يبهر في الاسلام انه استطاع في عشر سنين ان يسيطر على نصف الكون لقد دمر الالهة المزورة ودعا الى الايمان بالاه واحد نبي الاسلام كان رجلا عظيما وجنديا مقداما وقائدا كبيرا وخطيبا مفوها ورجل دولة خلق في اوساط الجزيرة العربية شعبا جديدا وسلطة جديدة.

وكتب الشاعر والفيلسوف والسياسي الفرنسي لامارتين احد أبرز شعراء المدرسة الرومانسية ورئيس الحكومة المؤقتة بعد ثوره 1848 في كتابه تاريخ تركيا عام 1854 في جزءه الثاني- اذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الانسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك فمن ذا الذي يجرؤ ان يقارن ايا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في عبقريته ؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الاسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الامبراطوريات فلم يجنوا إلا امجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم لكن هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم لم يقد الجيوش و يسن التشريعات و يقم الإمبراطوريات و يحكم الشعوب ويروض الحكام فقط وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ ليس هذا فقط بل انه قضى على الانصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة. وقال ايضا في كتابه هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم الفيلسوف الخطيب النبي المشرع المحارب قاهر الاهواء مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو الى عبادة حقة بلا انصاب ولا ازلام ، هو المؤسس لعشرين امبراطورية في الارض ، وإمبراطورية روحانية واحدة هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم. بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية اود ان اتساءل هل هناك من هو اعظم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي طوافك بين اقوال عظماء فرنسا في النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان تتجاهل قصيدة العام التاسع الهجري لصاحبها فيكتور هوغو صاحب الرواية العالمية البؤساء شاعر فرنسا ، الذي يذهب كثير من الكتاب و المفكرين المسلمين انه اسلم في اواخر حياته ، وجاء في قصيدته التي ضمنها في ملحمته الخالدة اسطورة القرون التي تحدث فيها عن تاريخ البشرية منذ ادم وحواء ، ويعتمد اصحاب هذه الفكرة على القصائد التي قالها في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما جعل مركز الابحاث العلمية يحذف كل قصائد فيكتور هوغو من موقعه الالكتروني ، كما كتب ايضا قصيدة الارز التي اهداها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه .

هو غيض من فيض اقوال متدفقة كثيرة ومن عظماء فرنسا فقط ، تجعل المقارنة اوالمطابقة واجبة بين اقوال و مواقف الرئيس الفرنسي الذي اساء للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم وبين الدروس التي وجب استخلاصها من سير وعظماء الادب والسياسة الذين ذكرناهم ،وقتها ترتسم لك الصورة واضحة او على الاقل تركيبة منها على مدى تقصير المسلمين في التعريف بنبي الرحمة أو على الأقل تذكير و تعريف الفرنسيين بما قاله عظماء حضارتهم ، و هي مناسبة لتطرح التساؤل هل يدري الرئيس الفرنسي فعلا من هو لامارتين و فيكتور هوغو و انهم حقا من عظماء الادب الفرنسي ؟ وهل هو بدرجة الحكمة و النضج للتطاول على أفضل رجل يعظمه المسلمون و على أرضه ملايين المسلمين ؟ و هل له الحق للتحدث باسم أذكياء و حكماء بلده ووجهاء المجتمع الفرنسي الذي تتعايش مكوناته مع المسلمين دون حرج ؟ ام انها املاءات من اطراف خفية لتحقيق مآرب مضمرة ؟

ان الامتثال لتعاليم الأخلاق المحمدية دفعنا للنبش في طيات دفاتر التاريخ ، لنجعل الحقيقة تطفو للسطح وهي تحمل اقوال عظماء فرنسا في النبي صلى الله عليه وسلم ،مؤكدة ان الرئيس الفرنسي الحالي لا يمثل رؤية المجتمع الفرنسي أو على الأقل صوت الحكماء المتشبعين بقيم الحضارة ، و لا ينطق حتى بما حوته دفاتر التاريخ الفرنسي  والحقائق التي تم طمسها بفعل فاعل ، فما يتوجب عليه اليوم الا الاقتداء بلامارتين  وفيكتور هوغو وغيرهم كثر ، و يعود ليدرس سيرة النبي صل الله عليه وسلم ليتعلم منها ادبيات الاخلاق وقواعد الاحترام وتبجيل العظماء. .....وهي حرية التعبير التي تؤطرها أخلاق المسلمين .

محمد بن سنوسي

30-10-2020


  • 1

   نشر في 30 أكتوبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا