فينومينولوجيا الحب والتشيؤ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فينومينولوجيا الحب والتشيؤ

  نشر في 04 أبريل 2022 .

لا تقرأ ما يلي، فقد تكتشف (محنتك) العظيمة..؟!

..

صباح اليوم، طرق باب تفكيري سؤال فضولي مارق:

ترى أي الديانات أكثر استتباعاً للبشر، وأي الآلهة اكثر استعباداً وامتهاناً لهم؟!

سيكون من الغباء الذرائعي أن يظن أحد ما بأن الإجابة قد تكون هي: الإسلام، أو المسيحية، أو حتى اليهودية أو الهندوسية أو البوذية.. أو أي ديانة أخرى تنطق باسم الخالق، لأننا سواء آمنا بالله أو لم نؤمن، نعلم يقيناً أن الله لم يرغمنا يوماً على عبادته، بقدر ما أعطانا حرية الاختيار في أن نعيش أحراراً كما أراد لنا، أو أن نعيش عبيداً لأي شيء سواه.

وحين نفكر فيما عساه يكون سوى الله ومن دونه، لن نجد إلا انطباعاتنا..!!- وهذا هي الإجابة..

نعم، إنها الديانة الانطباعية؟!

ديانة رعناء متعددة الأسماء: المادية، السوقية، النفعية، الرهانية، الشكية؛ غير أن تسميتها بـ (الشيئية) هي الأدق والأصدق- أطلقها عليها رواد مدرسة فرانكفورت النقدية.

**

بالإضافة الى أن الشيئية مصطلح فلسفي يتسم براهنية شديدة الحضور، ويشير الى ظاهرة إنسانوية لها أبعادها النفسية والاجتماعية، فهو أيضاً تعبير ذو نمط هندسي بدلالتين على التوازي: الأولى بنيو-سيميائية من ناحية لغوية، والثانية بيو-فيزيائية من ناحية وجودية، وكلاهما تدلان على تحول كياني يعبر عنه الشعور بالاغتراب والاستلاب وفقدان القيمة، ناتج عن نوع من العبودية المذلة لآلهة تجسدها اختلاقاً أوهام الكهف: (أوهام السوق وأوهام الصورة)، أو ما يعرف تحديداً بـ الانطباعات الأولية.

وإذن، فالشيئية هي تلك العقيدة التي يمكن التحول إليها بممارسة طقوس رد فعل المفعول به: (طقوس التشيؤ)، وهي الديانة الأكثر شيوعاً وانتشاراً في عصرنا الراهن.

**

عزيزي القارئ..

إن كنت لا ترى الآن حالاً أن أكثر الناس بالفعل هم عبيد لانطباعاتهم وظنونهم ويعيشون على الأوهام والأكاذيب، ويكفرون بالحقائق ويهربون منها ومن مواجهتها.. إن لم تكن ترى ذلك، فاعلم أن هذا للسبب نفسه الذي جعل من أتباع العقيدة الانطباعية هم الأغلبية؛ ولا بأس أن أكون صريحاً للغاية معك، لأقولها لك بصيغة أخرى وباختصار شديد: أنت لا ترى ذلك، لأنك واحد منهم..!!

أن تكون عبداً انطباعياً مذعناً، هذا يعني أنك تعيش حياتك كلها خاضعاً للاستنزاف من قبل كل تلك الأشياء أو كل أولئك المتشيئين الذين يحيطون بك بقدر حاجتهم إليك، فيما أنت في المقابل تفعل ذلك وتعلم بأنهم يقتاتون بك ومنك وعليك.

..

الى هذا الحد يمكن القول بأن الرؤية المجازية لمصاصي الدماء لم تأت من فراغ أسطوري، بل من امتلاء واقعي احتاج دائماً الى الترميز منذ صارت أكثر العقول معتادة على تجاهل حقائق الواقع، والعيش في الأوهام الانطباعية.

كما يعني ذلك في حد آخر، بأنك لم تعد تشعر أو تدرك حتى كيف تدفعك تلك العبودية المهينة الى إقصاء كل من تحتاج إليهم، والابتعاد أكثر فأكثر عمن يهتمون لأمرك، بما في ذلك أنت نفسك قبل أي شخص آخر..!!- فإن لم تكن حياتك قائمة على حب حقيقي تثق به، ويمنحك ملاذاً آمناً من الشعور بالوحدة والغربة والبؤس والتفاهة، فهذا يعني أنك صرت مغتصباً بإرادتك، فاقداً للحد الأدنى من الإنسانية والكرامة الآدمية بإمضائك وتوقيعك.

**

الزبدة:

بدءً من الله ذاته، ثم من تجاه نفسك قبل أي شخص آخر، ومنها فالآخر: فإن أكثر من قد يمنحك الحب ومن تحتاج الى محبته حقاً، هو ذلك الذي تظن أنه يصعب عليك أن تحبه..!!


  • 1

   نشر في 04 أبريل 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا