( يا له من رجيم ربّاني )

و هي تأكل كعادتها بنهَمٍ كبير ، خاطبها زوجها متسائلاً :

- ألا تريْن يا عزيزتي ، أنّكِ لا تبالين بصحّتكِ و رشاقتكِ و أنتِ تفرطين في الأكل ؟

الزوجة و هي متجاهلة :

- نعمْ .. نعمْ.. و لكنّي لستُ أدري ، لماذا أنا مغرمة بالوجبات التّي تطبخها يدي .. ألا تجدها

يا عزيزي ، خارقة اللّذّة .. و فائقة النّكهة ؟

الزوج بصراحة :

- كما يقول المصريون : " مطرحْ ما يسْري يمْري " لكنْ و بكلّ صراحة فإني أجد فارق

الأربعين كيلوغراما بيننا .. أجدهُ فرقا مقْلقاً .. ثمّ لا حياء في الدّين إذا قلتُ لكِ بأنّي أصبحتُ

أعاني الأمرّين معكِ فوق السرير .

الزوجة تتوقف عن الأكل وهي مصدومة :

- يا إلهي .. ماذا أسمعْ .. أصحيح ما تقول ؟ أمْ أنّكَ تريد فقط أنْ توتّر أعصابي ؟

الزوج :

- إنّها الحقيقة .. و إذا لمْ تجدي مخرجاً لهذا الإفراط .. فعليكِ أيضاً أنْ تتحمّلي عواقب أمراض القلب

و التّي قدْ تفاجئكِ بين عشيّةٍ و ضحاها .

الزوجة و هي متفهّمة هذه المرّة :

- طيّب .. سأشتري بعض الكتب المتخصّصة في ميدان الحمْية .. و سأبدأ بحول الله الأسبوع المقبل

في تطبيق أنْجع الأساليب في القضاء على السّمنة .

الزوج :

- لو تسمعي يا عزيزتي لنصيحتي .. فكلّ تلكَ الكتب اضربيها بعرض الحائط ..

و سأعطيكِ خطّة ربّانية من توقيع الحبيب المصطفى (ص) .. و الله لو نفذتها إيمانا و احتسابا لخسرتِ

نوعين من الأوزان و لو كانتْ مثل وزْن الجبال.

الزوجة و هي تقترب جدّا من زوجها :

- ما دامت المسألة من توقيع الحبيب المصطفى .. صدّقني بأنّي سأعقد النية من هذه اللّيلة ..

فقط عليكَ بأنْ تشرح لي هذه الخطّة ؟

الزوج :

- يا سيدتي بكلّ بساطة لقد تركَ عليه الصلاة والسلام سنّة صوم يوم الاثنين و يوم الخميس ..

فمنْ جهة سوف تتقرّبين إلى مولاك بالحسنات فيذهبن بالسيّئات مهما كان وزنها ومن جهةٍ أخرى

و في مدّةٍ لا تقلّ عن أربعة أشهر بمعدّل صوم يومين في الأسبوع مع بعض التّمارين الريّاضية

فبإذن الله سوف ترجعين إلى رشاقتكِ المعهودة .

الزوجة و هي منشرحة :

- إذن سأقوم حالاً للاغتسال لأنّ غذا هو يوم الخميس .

الزوج و هو يجرها من يدها إلى غرفة النوم:

- قبل عقد النيّة و الاغتسال عليك مسبّقا أنْ تؤدي للزوج حقوقه المشروعة .

                                                  بقلم : ذ تاج نورالدين