رأيتها تتحدث مطولا عن رحلتها لأحد البلدان البعيدة و التي اعتبرتها هي فرصة لاتعوض ف كل تكاليفها على المعبد الذي ذهبت لزيارته و بقيت فيه لأيام طويلة في الأجواء المليئة بالطبيعة الساحرة و الرفقة اللطيفة .
غبطها الكثيرين لما قرأوه من تفاصيل جميلة سردتها عن تلك الرحلة غير أنها أدرجت حوارا قصيرا مع أحد من التقتهم هناك تخبره أنها لم تكن سعيدة .
لست سعيدة !
فكرت لأيام ما الذي يجعل فتاه غير سعيدة في نفس اللحظة التي تحقق بها حلما لها مع أشخاص يشاركونها الشغف ذاته .
لاحت لي الكثير من اللحظات في حياتي و التي أخبرت نفسي بها أنني سأكون سعيدة إذا حققت أمرا أرغبه أو حصلت على غرضا أردته بشدة .
لكن ما أن أحصل على ما أريد حتى تزورني السعادة لفترة قصيرة ثم ترحل و أستمر هذا الحال حتى أكتشفت مدى فهمي الخاطئ للسعادة و مسبباتها .
أدركت أن السعادة ليست بالمال و لا الشهادات و لا المكان , أدركت أنه يتوجب علي تغيير أفكاري و توجهي الذهني حتى أحصل على السعادة المرجوة ف فكرتي السابقة عنها في الحصول على الكثير من الأشياء حتى أسعد لم تفلح , بحثت كثيرا خارج نفسي عنها و لم أدرك أن علي البحث في داخلي حتى أجدها .
إنشغلت طوال الأعوام الفائتة بالبحث عن ما ليس بحوزتي و لم أقدر ما أملك حق تقديره حتى تملكتني التعاسة , ثم بعد أن أنهكتني المعارك استسلمت و بدأت أعيد تفكيري في حياتي كاملة و في طريقة إدراكي لمعاني السعادة , بحثت عنها في الكتب و نصائح الحكماء و أحاديث رجال الدين حتى توصلت إلى النتيجة التي أنقذتني , كان علي أن أسعد بما أملك و لا أعلق سعادتي على ما لا أملك , علمت أن السعادة ليست فقط ذلك الشعور الجارف من النشوة المؤقتة و إنما هي في تقدير ما لدي و الإمتنان لأصغر التفاصيل و النعم التي أحظى بها , علمت أني إن حصلت على كل كنوز العالم لن أسعد و لن أستمتع بجمال الحياة إن لم أملئ روحي و قلبي بالرضا و القناعة و الإمتنان و هذا ما فعلته .
" إنك لن تصبح سعيدا لمجرد أنك خرجت في نزهة , على النزهة أن تكون في داخلك أولا " .