في تصريح للرئيس الفينزويلي مادورو استغرب فيه الموقف المتخاذل للعرب من قضية القدس و المجازر في حق الشعب الفلسطيني عموما متسائلا حتما عن توقيت تحرك العرب لاسترجاع أملاكهم و الدفاع عن مقدساتهم .
حديث لرئيس لا هو بالعربي و لا بالمسلم و لا يقيم بأرض نملكها بل من بلاد بعيدة جدا قطع ألاف الكيلومترات لحضور مؤتمر الدول الإسلامية المنعقد بتركيا في وقت تخلفت فيه دول تدين بالإسلام بحجة الخلاف الداخلي أو درءا للفتنة حسب زعمهم .
هل قرأ مادورو تاريخ الطبري أم البداية و النهاية لابن كثير هل الرئيس الفينزويلي يدرك فعلا تاريخ العرب أو تاريخ المسلمين و ما به من بطولات و نجاحات و أخلاق عالية و إلا فما سر تحسره على واقع العرب و مقدساتهم أم أن الأمر فقط طبيعة في النفوس الرافضة للخنوع و الداعية لترسيخ الكبرياء و الشرف و تكريسا لقناعات تشي غيفارا .
إن التاريخ يشهد على واقع العرب قبل الإسلام و ما كانوا عليه من كرم و جود و شرف و يشهد بالمقابل أيضا حروبهم الطاحنة في حرب البسوس و اقتتال الأوس و الخزرج لسنين طويلة و تطاحن القبائل لأتفه الأسباب و امتزاج الرجولة و النخوة بحياة الضياع و المقدمات الخمرية و الغرامية التائهة في كل واد .
معطيات تجعلك تغوص في بحثك سعيا لكشف سر العلاقة بين الإسلام و العرب و كيف سمت بهم الفتوحات و آيات الرحمان من درجة السكر السافر في شوارع مكة تحت دقات دف الجواري إلى مملكة العلم و المخابر في مجمعات الأندلس و سلطة العدل تحت خيمة الفاروق و هو يتسلم مفاتيح القدس بهامته العالية و لباسه الممزق وصولا لخطاب المعتصم لكلب الروم فجاءت الحرة تحت الحراسة و بأطنان الهدايا و العطايا .
من بطون أمهات كتب التاريخ إلى صرخة النفير للشهيد عز الدين القسام وصولا لأهات المتألمين في صمت المتشبعين بقيم الإسلام و بمبادئ بن الوليد و أمانة بن الجراح ينبثق نور الحقيقة التي وجب إيصالها للرئيس الفينزويلي أن الأندلس لم يصنعها صعلوك العرب و أوربا لم يفتحها شاعر الغرام في سوق عكاظ و أن الطبري لم يدرس على يد صاحب الجواري و مقدمات النبيذ بل الحكاية كلها بدأت ذات يوم من دار الأرقم و مرت على قباء وسطعت شمسها التي لا تغيب منيرة درب الإنسانية رغم انحناء بعض أشباه الرجال
قصة لا تنتهي و لا يخالطها باطل و لا تشوبها شبهة بدأت برجل و امرأة و غلامين.
محمد بن سنوسي
03-01-2018
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع