عجيب أمر هذه الشمس،تضئ ما حولها فيبصر الناظر ما حوله،غير أنها تعمي الناظر إليها ،وكأنها قائلة لنا في قصر سمائها المنيف :اسمع أيها الأدمي وع ، أنا التي أنرت حياتكم وأنا التي لن تظفر بها يد الطامع الطامح منكم ..
وإن كانت تذكرني بشيء،فهي تذكرني بتلك الفتاة الحسناء المليحة التي تستأثر بقلوب الشبان من بعيد ،غير أنها تدير رأسها استكبارا وكبرياء لكل من يحاول غمزها أو التغزل بها ،شاعرة في قرارة نفسها أنها وردة الروض ووحيدة الفلك. فكلما حلت احداهن في فضاء مرسلة شعاعها السني الآسر،ولما كان ذلك الفضاء مما يندر فيه مرور تلك الظبية فيه ،فإن كل العيون والعقول منجذبة إلى عيونها ونهودها ،مستسلمين لأخيلتهم اللذيذة والفاجرة ،ومطلقين للزفرات والتنهيدات الحارة ،ومما لا مراء فيه أن صاحبتنا ستدعي أنها لا تهتم لأمرهم رافعة أنفها للسماء في شمم وكبرياء ،عازمة على أن تشق طريقها في ذلك المكان المحشود بالرجال والمزدحم بالسائرين لتستحوذ على اهتمام الكل ..نعم الكل! كان شيخا او شابا أو متزوجا أو مخطوبا أو حتا متشردا ،تريد أن تكون مضربا للجمال والجلال والأبهة على لسان كل الرجال.وفي عين الوقت،وإن كانت تريد أن يغرم بها الكل ،فهي مرسلة رسالة أنها ليست بالظبية سهلة الصيد...وهكذا هي شمسنا كذلك!
-
يونس مؤنسعاشق للحقيقة ذواق للجمال