يوم المرأة الإماراتية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوم المرأة الإماراتية

لا تشلّون همّ..

  نشر في 28 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

لا أريد أن أربط هذا المقال بمقالٍ كتبته سابقاً يتحدث عن النسوية، غير أن تعريجاً طفيفاً يلامس الحركة النسوية قد يكون ذا فائدة كبيرة في هذا المقام، أولاً: أعتقد مما أعرفه أن النسوية؛ بمعزلٍ عما شاع حولها من ظواهر واقترافاتٍ غيّرت مجراها في العصر الحديث، وثانياً: لاعتقادي الجازم أن النسوية تعني الفعل، أو التفسير الحرفي لحضور المرأة الفاعل بوصفها أنثى عاملة، غير أنها أنثى في المقام الأول وقبل كل شيء.

بين الفكرة النسوية وتطبيقها في العالم بَون شاسع، لا أودّ الخوض في تفاصيله من وجهة نظري، غير أن يوم المرأة العالمي حفّز روح الأنثى في داخلي، وأردت الاطلاع على واقع النساء العربيات وفي العالم عموماً، وجدت أن كثيراً من إنجازاتنا العربية النسائية انكفأت في كفكفة الدمع وتضميد الجراح، هذا جيد بعض الشيء؛ لأن صراع البقاء ليس سهلاً.

ثمة نساءٌ عربيات قدّمن أمثلة مبهرة، وهذا يحتسب لهنّ، وفي العالم أمثلة كثيرة عن جانبي النوع: المفرح والمحزن منهنّ، مع تطور كبير لحال المرأة في الخليج العربي في العقد الأخير، وتبوئها مناصب حكومية من الصف الأول، لكن في هذا اليوم على وجه التحديد هناك وجدت صورة عربية مغايرة لما ساد من صورة المرأة النمطية، إنها المرأة الإماراتية: الكاتبة والمفكرة والعاملة وسيدة الأعمال وغيرهن الكثير.

 لا تشلّون همّ..

أسأل نفسي مجدداً عن حال المرأة الإماراتية، هل تعيش أسئلتنا التي تقض مضاجعنا؟ نحن ندقّ بخشيةٍ أبواب الشهر الثامن من السنة المشؤومة 2020، مضى يوم المرأة العالمي؛ الذي يصادف الثامن من مارس.

في العام الماضي أعددت خطةً لهذا اليوم، أني سأعبّر عن نفسي على طريقتي، سأنهج نهجاً آخر في الترجمة التي امتهنتها، قلت لنفسي: سأطوّر، سأعدل، سأنتقي، وغيرها الكثير؛ لأني أجد في نقل المعارف العالمية إلى العربية شغفاً لا ينضب، ويَدَاً فكريةً تمتد لتصافح الآخر، ليس من الضروري أن نختلف معرفياً إن كنا في الواقع لا نتفق؛ العلم والمعرفة لا يعرفان العداء هنا أو هناك.

رصدت لعملي مزيداً من الوقت، غير أن الوقت انزلق في الخوف، ووصدتُ أبوابي في وجه الذعر القادم، وتشتت عقلي في صراع البقاء، بينما هناك كانت عبارة: (لا تشلّون همّ) كفيلةً بدحض الخوف، لا ريب في أن إزاحة الهم عن كاهل المرأة الإماراتية يعدّ عاملاً مساعداً في تحفيز الهمم للمضي قدماً، إذ لا يمكن البقاء من الخوف على الحياد للرجل والمرأة على السواء، غير أن هذا لا يلغي أن التطمين؛ إن كان فاعلاً في حياة المرأة، يطيل عمر التحدي، وغير خافٍ أن المرأة غالباً ما تكون في حاجة إليه أكثر من الرجل، فالرجل بطبيعته أكثر قدرةً على المواجهة، على أية حالٍ، فإن الشعار السابق يعدّ خدمة نفسية تضاف إلى رصيد نفس المرأة الإماراتية، ولأكون دقيقة في الفهم، فإنه من الواجب الاستناد إلى فاعلية ذاك الشعار في جذب التحفيز، وهذا قد ظهر في العنوان الذي أعلنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) في الاستعداد لليوبيل الذهبي ليوم المرأة الإماراتية: (التخطيط للخمسين: المرأة سندٌ للوطن)، هذا في اليوم الخاص للمرأة الإماراتية، إضافة إلى مشاركتها الفاعلة في يوم المرأة العالمي، وفي هذا اليوم من عام 2020 دخلت المرأة الإماراتية يوم المرأة العالمي تحت شعار: (أنا جيل المساواة: أعمال حقوق المرأة).

يروقني هذا الشعار (أعمال حقوق المرأة)؛ الذي يقرّ أن للحقوق أعمالاً يجبُ أن تُناط بها؛ لأن الحقوق إن لم يتمّ العمل بها وعليها لن تستقيم لتصبح إنجازاً، أسجّل إعجابي بهذا العنوان، وأرسل تحيّتي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي التي عملت على إطلاقه بهذه الذهنية الحرفية.

وعن التخطيط للخمسين، نرفع القبعة للمرأة الإماراتية، إذ إنها تنظر بعين عنقاءٍ مضاعفةٍ جداً إلى ما تريد إبصاره خلال خمسين عاماً مقبلة، هنا تتضح جلياً هذه الرؤية كما جاء على لسان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: لا بد أن تكون ابنة الإمارات شريكاً استراتيجياً ومحورياً في عملية استشراف المستقبل، وهي فرصة لمراجعة السياسات والتشريعات والمبادرات الصادرة عن المؤسسات المختلفة للتأكد من مراعاتها للاحتياجات المستجدة للمرأة، والارتقاء بها لضمان جودة حياة أطفال المستقبل، وإعداد جيلٍ مؤهل بالقدرات والإمكانات من شأنه أن يكمل المسيرة.

أريد أن أعقب قليلاً على هذه الفكرة التي قد تمت مناقشتها هنا: ألا يمكن للنسوية أن تجد صداها وملاذها فيما فعلته الإماراتية؟ للنسوية تطبيق فائق التميز هناك، يمكن أن يعد يوم المرأة الإماراتية وشعاره وأهدافه تجلياً حقيقياً للنسوية العربية والعالمية، وإذا نظرنا في الأرقام، سنحصل على الآتي: تشغل المرأة الإماراتية 66% من وظائف القطاع العام، و75% من وظائف الصحة، إذاً: على الرجال أن يقوموا بتحرّكٍ مقابلٍ يطالبون فيه بالمساواة مع المرأة، وليس العكس؛ فالمساواة في الحقوق والواجبات راحت تتمدد لصالح المرأة.

في النهاية، ليس أدلُّ على صحة النظرية من جودة تطبيقها، وهذا ما أثبتته المرأة الإماراتية، أنها استطاعت ردم الفجوة العالمية التي أشبعها التاريخ تحليلاً، وهي المساواة بين المرأة والرجل وبناء الإنسان، حصلت المساواة هناك طوعاً وليس انتزاعاً أو إكراهاً.

تحية للمرأة الإماراتية في عيدها، وتحية لنساء العرب جميعاً، بماضيهنّ وحاضرهنّ وشقائهنّ وأحلامهنّ وآمالهنّ، عسى أن تُكلّل أحلامنا بالتحقق.

شيرين علوش


  • 1

  • شيرين علوش
    من مواليد حمص سوريا 1988، حصلت على ليسانس الآداب في اللغة الإنكليزية من جامعة البعث عام 2011، ودبلوم التأهيل التربوي من جامعة دمشق عام 2012، عملت في مجال الترجمة الأدبية والمراجعة اللغوية.
   نشر في 28 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا