عين بين الحياة و الحياة
لوحة الحظ بريشة اللالون
نشر في 04 نونبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في الظل تباع الحياة فوق طاولة النرد و بين احضان الفاسدين تبقى قابعة هناك تنتظر ان يراها سائق حافلة الفصل الذي اعتاد ارتياد الحانة التى بيعت فيها.. تنتظر و تنتظر مقيدة بذنوب العابثين يمر هو كل ليله يجتاز سواد الظل و لا يكاد يراها تتقاذفها أيادي الجدران الملطخة بالقذارة الروحية تملئها ندبات الدهر فبينها و هو صراع يفنى بفناء سائق الحافلة ذاك ..
في الظل تُسرق الحياة من الحياة من النور فتُعمى القلوب من حولها و تنسلخ الحقيقة من الأبدان و يتقاطر عرق الخذلان من أجساد النساء يسقط قطرة قطرة يقرقع داخل أكواب المخمورين في مكان تتعالى فيه ضحِِكات الأقنعة حيث اللاصدى على الحافة بين الرسم و الواقع هي اقنعة مغمورة بسراب ريشة المفتون ترسم انعكاس الظل و الوهم تتدرج اللون و تسرق بعض الخيال من عقول بيعت ايضا على نفس طاولة الحظ و الدحض فيرديها النَّجِس هي هي قتيلة اللون لتغوص فيه تبحث عن فتَاتِها العذراء بين ازقة الظلام تتسول الرِفقة ...
تقف هناك بعد ان جف اللون مذهولة امام الشارع الذي يؤدي للحانة المعروفة تقف تحت انين مولد الطاقة القديم جداً لترى كم أصبحت أنثاها رخيصة مستسلمة تتمايل وسط حلبة التعري بين الباحثين عن السعادة تتحين الفرصة لتختلي بأحدهم لتتفنن في تمزيق أحلامه تتلاعب بعقول المجانين و تراود كل من يعترضها و دوران ساعات الرجال حولها
تتقدم نحوها لا لون لها..تتلاشى تدريجيا مع كل نقرة قدم فوق أرض السماء تحاول ان تخطفها بأنامل من ندى كلما مدت يدها احرقها الظل و دفعها نحو الواقع فعلى بساط لعبته لا تلتقي الحياة بالحياة..