و هل هناك أقسى من منفاك داخل نفسك أنت الضحية و انت ذاتك السجّان ما هذه الضجة و الجلبة من هم دعاة الثورة من الذين يريدون مني الخروج و الظهور ... لا شيء قد يستفز خلايا جسدي الخاملة .. لا احد يستطيع تخطي الاسوار الشائكة و لا الاسلاك الكهربائية المحيطة بقلبي ..

فليخبرهم أحد بأنني لا أريد الخروج من عالمي الخاص و عزلتي .. فليخبرهم أحد أنني لا أنوي مشاركتهم فرحي و آلامي

انا بخير في منفاي .. فليكفوا عن ازعاجي و زعزعة استقراري

الطرق الشديد على القرارات الثابتة تضعف من عزائمها و كثرة المحاولة لابد أن تجد لها مع السنوات صدى ..

لم يملوا مني .. لكنني مللت توقفي عند تلك النقطة ..

مللت الصورة الباهتة لذاتي .. و توقفت عن عد السنوات التي تشبهه بعضها .. ما الذي فعلته في عزلتي .. ؟

حقيقةً لم أفعل ما يُذكر .. فلا قيمة لما تفعله اذا لم ينتفع به غيرك .. لا قيمة للأشياء ان لم تشاركها مع أي أحد ..

لا قيمة للحديث اذا لم يجد رداً ..

لذلك أصبح صوتي غريباً عني .. لم أسمعه الا في وقت الضرورة .. لم أتفقده إلا عندما أجيب على سؤال .. لم أشعر بنغماته الغريبة و لا بلكناته ..

كيف أتكلم .. مثل أهل الشرق أم الغرب ..؟

لا أعرف هذا الصوت  .. كما اتضح لي لاحقاً .. أنني لا أعرف صاحبه ..

صاحبه الذي ضجر مجالستي .. غادرني في لحظة ملل عارم .. بحثاً عن صخب الحياة ..

كنت أحاول  استبقائه داخل دائرة الأمان .. لكنه آثر المغامرة ..و الحياة ..

وقتها افترقنا ..

و اثبتت لي الأيام خطيئتي الكبرى بالعزلة .. فمنعت عنهم خيري و حُرمت خيرهم ..

ثم ماذا .. أملك .. ؟ لا شيء سوى غرفة في دار العجزة .. و زملاء أحاول التأقلم معهم ..

و ذكريات  لم أصنعها  .. لكنني  سمعت قصصهم و نسبت ذكرياتهم الى حياتي الفارغة .