من سلسلة مشاركات.....
الغيرة هي النار التي تلتهم مساحات الود ، وتحرق اوراق الاخوة والصداقة وتوقد في قاع الفؤاد شعلة الحقد والكره لكل ذي نعمة حتى دون التعرف عليه لدرجة الخلود وحيدا في الزاوية المظلمة للحياة ، بعد اتقاء البشر والشجر والحجر لسهام الغيور وأحكامه الحقيرة .
قد يكون هذا وصفا للوجه القبيح المشين المذموم للغيرة والتي رغم ارتسام مشاهد الذم عند ذكرها ، إلا ان الواجب اعطائها حق الرد لكشف جانبها الذي قد يشوبه اشراق في اعين اهل الحكمة ، فتقول عن نفسها انا محرك الروابط العائلية القوية ، فبفضلي تبقى الزوجة شرف الرجل و يتربع الرجل على مكانة الأمير في اعين الزوجة ، انا التي ادفع الفاشل للنجاح وأنا من يخط للجاهل طريق العلم ما اختلط ذلك بصفاء القلب ونقاء السريرة و اتقاء مخالب الحسد. انا التي اكشف عن مواطن الارادة وادفع للصمود لتحقيق الهدف ، وانزوي بكل فخر في ركن سحيق بكل ذلة في نفوس الاتقياء الموقنين بحكم الله وإرادته واختياره للأفضل ،فكلي احاسيس فمن اغتنم سطوع اشعتي لامس النجاح واصطف مع الركب ، و من سمح بعبور الحسد والحقد تشكل لديه السم الزعاف الذي يجعل صاحبه يموت كمدا ويحترق كليا بعد ما يأكل بعضه بعضا. فارض بما كتب لك الحي الذي لا يموت ، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك تعش اغنى الناس وأطهرهم وارقهم وترتقي في اعينهم حاضرا او حتى بعد الغياب.
محمد بن سنوسي
23 ديسمبر 2021
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع