"يبدو أنني أهذي"
يأتي الآخر إلى حيث انتظر و إلى حيث اخترعته , وإذا لم يأت أهذي به , الانتظار هذيان!!
نشر في 28 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
يأتي الآخر إلى حيث انتظر و إلى حيث اخترعته , وإذا لم يأت أهذي به , الانتظار هذيان!!
ماذا يعني أن نفكر في شيء ما ؟.. يعني أن ننساه , لأنه لا حياة ممكنة دون نسيان وما أن نستفيق فجأة من هذا النسيان , تعيدك أشياء كثيرة بتشابكها إلى نفس ما بدأت به .. عبارة أفكر في شيء ما لا تعني سوى هذا المجاز , فهي في حد ذاتها خاوية , ليست مادة للتفكير..أعني تفكيري.. انني فقط أستحضرذلك الشيء وفق إيقاع نسيانه .. فهذا الشكل ما هو الا فكرة .. لا شيء عندي أقوله سوى أن هذا الشيء لا أقوله إلا لي !
لعبارة أنا أفكر فيه أجوبة فقط..هو لياقة اجتماعية ليس الا.. انا لا أحبه , لا أصدق هذا.. و لماذا تقول هذا ..ان الرفض الحقيقي هو اللاجواب , فانا مرفوض حتما , أنا أرفض ليس كذات طالبة فحسب , بل كذات متكلمة , فالمقصود بالرفض هو كلامي , اي آخر خبايا وجودي و ليس طلبي, فبالنسبة للطلب بإمكاني تجديده ثم الانتظار ثم تقديمه ثانية , لكن حرماني من إمكانية السؤال يجعلني ميتا إلى الأبد...
لا يمكنني أن أعطي أكثر مما اعتقد أني كتبته ..ليس الفعل الذي يجد الآخر نفسه فيه هو مجرد عبارة استهلالية , بل لأعمق من ذلك , انه في باطن الفعل , الآخر مسجل في داخله , سجل نفسه في النص و خلف فيه أثرا متعمدا..
ثمة تأكيدان.. في البداية , عندما يلتقي المرء بالآخر , يتم التأكيد في الحال
من الناحية النفسية : ثمة انبهار و حماس و تمجيد و تصور جنوني لمستقبل مذهل مليء بالأحلام : تنهشني الرغبة و الدافع بأن أكون سعيداً .. أقول نعم لكل شيء و بشكل أعمى , ثم يلي ذلك نفق طويل تلتهم نعم الأولى الشكوك , ولا تكف قيمة اللقاء عن التعرض للهبوط , إنها لحظة الوجد الحزين و صعود الغيظ والإثارة.. بالإمكان الخروج من هذا النفق , وبالإمكان التغلب دون حسم على ما تم تأكيده في المرة الأولى , و إعادة التأكيد دون تكرار , الآن تأكيد التأكيد وليس الواقعة , تأكيد اللقاء الأول في تميزه , أو استعادته و ليس تكراره , وهنا سيقول الآخر القديم او الجديد : لنبدأ من جديد..
في البداية صداقة ثم ابتعاد وغربة, انه أمر جيد , لا احد يسعى لحجبه, ولا لإخفائه كما لو كان يخجل منه , كسفينتين تتبع كل منهما طريقها و هدفها , هكذا و من دون شك بإمكاننا الالتقاء...تحت الشمس الهادئة !! كانت الوجهة نفسها , لكن فيما بعد, نجد أنفسنا من جديد مدفوعين بنداء الوداع الذي لا يقاوم , ليكون واحدنا بعيدا عن الآخر , في بحار واتجاهات مختلفة و تحت شموس مختلفة , ربما كي لا نلتقي أبدا أو ربما لنلتقي مرة أخرى و دون أن يتعرف واحدنا على الآخر , لعل غيرتنا تكون بحارا و شموسا مختلفة!!
الحرف هوية مستقلة, له مظهره وقدرته الخاصة, فاذا اصبح المرء عاجزا عن التقدم في حرفه,فانه سيفقد حياته بكل معانيها ..سيصبح بلا طعم ولا لون ..بلا صوت..بلا حياة!!
معلم حكيم ساحر يتجول مع أحد تلاميذه الأغبياء يريد أن يعلمه شيئا..يتجولان في أماكن وعرة بين الصخور والجبال, وبالرغم من اللياقة البدنية العالية للمعلم الا أنه كان يسير بحرص شديد, وبحذر متناهي..في حين كان التلميذ يتعثر ويسقط بين الفينة والأخرى فيقوم ويلعن الأرض والطريق.التفت المعلم الى التلميذ ثم استدار وبدأ بالعودة دون ان ينطق بكلمة.بادره التلميذ بالقول: لم تعلمني اليوم شيئا يا معلمي..رد المعلم علمتك الكثير في هذه الجولة لكنك ابيت أن تتعلم..حاولت أن أعلمك كيفية التعامل مع ما يعترض حياتك ..فلو تعاملت مع عثرات الحياة بنفس الطريقة التي تعاملت فيها مع عثرات الطريق لأصبحت بحال أفضل..فبدلا من أن تلعن المكان الذي وقعت فيه كان عليك أن تعرف سبب وقوعك أولا!!
" لو فعلت لأصبحت معظم مما ترغب وقليلا مما تخشى , فالمرء هو وليد طموحاته ومخاوفه"
أنا لا أكتب من أجل تجنب السؤال فحسب, لكن أيضا للبحث عن الجواب!!..يبدو أنني أهذي, حالة لا شعورية،أجتر فيها ما هو مكنون في اللاوعي واللاشعور.. أحيانا نحتاج إلى أن نهذي..أن نصاب بالزهايمرالمؤقت..ثم الخروج عن النص لإيصال فكرة ما..لتوضيح أمر ما..لتفريغ هم ما ..لإخراج كلمة ما تحشرجت في صدورنا!!..
حتى هذه اللحظة لا أزال أكتب عن شيء لم أسمع به ولم أره..فهل أنا أهذي ؟
ماهر (باكير)دلاش
-
Dallashوَإِنِّي أَتَجَاهَلُ وَلَسْتُ بِجَاهِلٍ غَضِيضُ الْبَصَرِ وَلَسْتُ أَعْمَى وَإِنِّيْ حَلِيمٌ وَلَسْتُ بِحَالِمٍ حَصِيفُ الْكَلِمِ وَلَسْتُ أَسْمَى مَاهِر بَاكِير
التعليقات
رائعــــــة ، سلمـــــــت
حرفك اوصلني الى حدود الهذيان
تهرب الكلمات من بين أصابعي
وتتقزم العبارات أمام هذا التألق
والتفرد..
راق لي ما خطته اناملك.. عميق.