كلمة حق في إنصاف الباطل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كلمة حق في إنصاف الباطل

  نشر في 21 أبريل 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

لا أستطيع إخفاء إعجابي بـ "الباطل " حينما يكرّس نفسه بجدارة واستحقاق ليحصل على القوة والتمكين والمنعة، إنه وإن كان باطلا يستطيع أن يحقق سيادته ولو إلى حين ، ليس بالأساليب اللاأخلاقية كما يعتقد الجميع، وإنما بإصرار أزلامه على التمكين له وإيمانهم الشديد به ..!

شاعت بين الطيبين فكرة ساذجة مفادها أن الحق قوي بشرعيته ، ضعيف بمبادئه ، فإن علا الباطل مؤقتا فذلك لقلة الخيارات التي تحصرها المبادئ وتحجمها الأخلاق، أما الباطل فهو بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" يمتلك كل الخيارات وكل الوسائل، المباحات والمحرمات، مافوق الطاولة وما تحتها ، الفكرة الأخرى التي سادت أيضا بين الطيبين ، وهي ليست ساذجة بل صحيحة ومُثبتة، هي أن الحق لابد أن يسود وأن الباطل سيُزهق حتما ، لكنها تحولت إلى عُكاز عمقت اتكالية أصحاب الحق ورضت نفوسهم نحو القعود والانتظار..

والحقيقة التي يشهد عليها التاريخ تقول إن الحق في هذا العالم ضعُف بأنصاره الذين يفتشون عن المعجزات ، عن عصا موسى ، ومنسأة سليمان، و ينتظرون صيحة عاد وثمود، هؤلاء الذين علموا أن الشرعية الأخلاقية معهم فتكاسلوا عن الذود عنها، يتمسحون بالشعارات ويمضون أحقاب الزمن في انتظار اللعنة التي ستحيق بمن ظلم..

وأما الباطل فقد علا بجهود أصحابه ، بتفكيرهم العملي وجهودهم الحثيثة سواء كانت أخلاقية أو غير أخلاقية ، المهم أنهم يمتلكون الفعل لا القول ، التنفيذ لا التنظير، يمررون شرورهم عبر الأجيال عن سبق الإصرار ، ويرسخون خبائثهم بشغف وكفاءة ، يهرعون إلى كل قوة فيمتلكونها، يسدون الثغرات، يحيكون الدسائس بلا ملل ويحبكون المؤامرات ويعملون بلا تذمر ، وفي الأغلب يكون هذا في غفلة طويييلة من أنصار الحق المطمئنين للحق الذي يقف في صفهم والإله الذي سينصرهم.. دون شك!

البقاء للأقوى وليس للأصلح ، هذا هو قانون الأرض ، وكل من شاغل عقله بغيره فهو واهم ، وتبقى القوة دوما مطمحا لمن أراد التمكين والمنعة ، وليس لأي عاقل إلا أن يُهنئ "الباطل" بسبقه نحو القوة وتفرده بالسيادة والريادة ، هذه التهنئة ليست سوى اعترافا قد يمهد ذات يوم لخطوة أولى لأنصار الحق ، واثقة كانت او مترددة ،المهم أن تكون نحو ذات الهدف وذات المبتغى إلى القوة ولا شيء سواها !


  • 10

   نشر في 21 أبريل 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

نعم ... صدقتي .. من قلب الواقع
المعجزات بيومنا هذا انتهت ..
المعجزات لم تعد تنزل من السماء .. بل اصبحت تعجن بالايدي داخل المنازل و القاعات ..نحن فقط من نتوهم رؤيتها و هي تسقط من السماء ..
دمت ..ودام ابداعك
1
Ahmed Tolba منذ 6 سنة
لبقاء للأقوى وليس للأصلح
صدقتى
1
Rami Mohammad منذ 6 سنة
"البقاء للأقوى وليس للأصلح ، هذا هو قانون الأرض " .. "البقاء للأصلح و ليس للأقوى , هذا هو قانون السماء" .. وكل من شاغل عقله بغيره فهو واهم.
1
فاطمة بولعنان
ولكل منهما موقعه و قانونه .. أصبت وأحسنت .. ونسأل الله أن يبعد عنا الوهم وتبعاته ..
مهما كان البقاء للأقوى لابد للأصلح من مكان ولو كان مثل قطرة في بحر ...بارك الله فيك
1
فاطمة بولعنان
حتما.. والأرض يرثها عباد الله صالحون .. وفيك بارك الله يا لينة
مقال جميل لكن هذا لا يجعلنا أن ننسي الحقيقة القائلة بأن (ساعة الظلم ساعة وساعة الحق و انصاره الي قيام الساعة) سواء كثر اتباع الظلم أو علو أو اثبتوا حجتهم او انتصروا في كثيرا من الجولات
فدائما الحق يعلو و لا يعلى عليه
1
فاطمة بولعنان
تلك حقيقة لا يمكن نسيانها أخي الكريم .. لكن مالا يجب أن ننساه ايضا حجم الجهود العظيمة التي ينبغي أن نبذلها في سبيل تحقق هذا المبدأ..
مهمتنا هي الفعل قبل القول ..هذا كل ما في الأمر
سعدت بمرورك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا