إلى تلك التي كانت يوماً معادلة صعبة، طفلة بسيطة بمشاعر معقدة، تُسابِق الفراشات ،و تُحلق مع الغيوم، تصادق جميع الكائنات، بشراً كانوا أم أحجار.
حتى خاصَمَتها الأيام، لم تُعاتبها أو تتشاجرُ معها، بل بكتْ و قررت الإختباء؛ لعلَ أحداً يفتقِد وجودها فيبحثُ عنها، و يجدها.
دخلتْ كهفاً مُعتِماً بقلبٍ موقن بأنهُ لن يخرُج من هذا السواد نقياً كما كان.
الوقتُ كان يمضي.و الأيامُ تمرُ مسرعة، لا تُلقي بالاً لإختفاء فتاتِنا التي تلتِحفُ الظلام، بينما ينهشُ الصخر في قلبِها حتى ملأتهُ التقرحات و خَفَت.
نهضتْ ذاتَ يوم مُنتَفِضة على نفسِها، خرجَتْ و كأنها أُخرى؛ أشدُّ تعقيداً مِن متاهة، مُجمِلة انسانيتها برتوشٍ من المشاعر البسيطة.
غَدَت السماءُ أكثر زُرقة لرؤيتِها.لاحقتها الفراشات، و تفتَح الورد ليُلقي التحية.
خرجتْ ناضِجة كالثمر في الربيع، مُتشبِثة بيدِ السعادة، تارِكةً الحزن لِفيروز و هي “تفتَقدُ شادي” أو “تنطر مواعيد الأرض و ما حدا نَطرها”.
- تلك التي أدركت بأن القوة تأتي من داخلها فقط، و لا تُمنَح من شخصٍ سواها، شكراً لاستيقاظكِ -و لو متأخراً-
M.
-
مينا العبداللهلست سوى ذرة غبار تائهة في هذه المجرة الواسعة.