عروسة والعيشة مرة
والله العروسة للعريس والجري للمتعايس
نشر في 19 ماي 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
نظرا ولأني تلك الأيام العروس المرتقب لعائلتي، فأمضي ساعاتي المتبقية بين البحث عن أحدث صيحات المكياج ولفة العروس وشعر العروس وطرحة العروس ومصور العروس، بالاضافة كتابة قائمة طويلة من الأشياء التي يجب أن اقتنيها، وإلا ستنهار الزوجة رأس على عقب، وكأني سأهاجر إلى آخر بلاد العالم، حيث لا يتوافر هناك أي شئ، فيجب أن أحزم حقائبي بمخزون استراتيجي من كل شئ وأي شئ، لتساعدني على الأيام الخوالي المقبلة عليها.
ولكن سأحدثكم اليوم من واقع تجربتي المريرة، حول البحث عن "كوافيرة" زفافي، وهو أمر لو تعلمون عظيم.
فهؤلاء القوم الآن يطلقون على أنفسهم "makeup artist" ليس هذا هو بيت القصيدة ولكن تفاجأ بمبلغ خيالي، لكي تقوم بوضع كمية من مساحيق التجميل حتى تصبحي العروسة الأجمل، ويتغزل أقارب العريس، وأصدقائك في جمال المكياج الذي زينتي به وجهك، لتقولي لهم، "طبعا انتوا مش عارفين مين ميكيجني، دا فلان الفلاني"، وهذا فلان الفلاني غني بالطبع عن التعريف في عالم البنات، ويدركون كم دفعت العروس مقابل فقط ان يأتي ليعطوا ملاحظاته، عن رفع خط eyeliner، وسمك الحاجب.
وتأتي المرحلة التالية، وها البحث عن "veil designer"، في حالة إذا كنت محجبة، أو "hair style"، في حالة ان قررتي التخلي عن حجابك، او كنت غير محجبة من الأساس، هذه تندرج أيضا ضمن الأيام السواد التي نحياها، اعتقد ان ال veil ليس معقدا لتلك الدرجة لكي يحتاج designer، كنا نعرف منذ فترة ان العروسة تدخل تلك الصالونات لتخرج كاملة إلى قاعة الأفراح أو بيتها.
فالعروسة لكي تكون جاهزة فقط من المكياج والشعر ولوازمه في ليلة زفافها تحتاج أرقام فلكية، تكفي لإطعام أسرة عدد لا بأس به من الشهور.
ثم لماذا يجب أن تكون الفتاة لا تستحم طوال حياتها، لتقرر فجأة أن تقوم بهذه الحملة الموسعة من النظافة، لانها فقط ستتجوز، ثم من قال أن العروس يجب أن تظهر بشكل مختلف تماما عن ما كانت عليه طيلة حياتها، فتقوم بطلاً وجهها بكل ما يقابلها من مساحيق التجميل، ولا تدري أن بعض ساعات قليلة سوف تغسل وجهها وستعود كل الأمور إلى طبيعتها، وسوف يراكي المحروس بهذا الوجه الذي حاولتي اخفائه.
ولا أحد يأخذ حديثي بمحمل شخصي، فأنا سوف أضع المكياج واتزين بكل ما اتيت من قوة، ولكن دون اللجوء لفلان الفلاني حتى يخرجني هيفاء وهبي.
الحقيقة أن لدي الكثير لاقوله عن هذه العادات التي وللاسف نطبقها جميعا بحذافيرها دون أن ندري لماذا؟! ولا لسبب سوى "الفشخرة الكذابة"، انتظروني في مقالة آخرى.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم