وطن بطعم العطالة....
دهري خمسون سنة... ماتت نفسي من شدة الحسرة والحزن على كبريائي المقتول في حرب مع العمل...
في موقعة العطالة، هاجرت روحي ولم تعد، كأنما الأرض ابتلعتها أو حشرتها في الثلث الخالي منها... تحديدا في مقبرة المغرب الغير النافع.
تزوجت العطالة سكرا. أشرب خمرها على الريق حنظلا ومرغما... لا توجد تحلية بين كأس وكأس... اجلس على كونطوار الوطن. أحتسي ماء الحياة بطعم الذل والمهانة...
الوطن جار عدواني، ثقيل الظل. يتفانى بخدش أضافره الصقيلة الحادة بي... لا يبالي بعـُسر الزمن وقهره على الأماني... مغيبٌ كلي، على ما هو محلي...
خلال حياتي الواقعية من يوم لآخر، في حصة الزمن النسبي الصرف. كان يحدثني أحيانا... وأعترف له وأصرخ مستغيثا: إني أتخبط وأغوص في عطالتي... خلصني وارفعني عن هذا البلاء العظيم... لا حياة لمن تنادي...
هربا من ضغط أوهام، وسعيا إلى إيجاد خلاص النفس وجهدها، عبر التجربة والاستقراء، والتأمل والإستغوار... عصارة دماغ. منذ عهدي به... لا يتوانى في هجاء المطلق...
الحياة عندي في المحصلة حصاد أوهام وأضغاث أحلام... لا غير. أزماني مند اشتدت ما انفرجت ولا خفت؛ وجهي هذا الذي ألقاكم به، ليس لي سواه، يـُتعبني إذ يـَتبعني أنّى حللت وارتحلت... لا حيلة لدي لتحسينه، ولو بالدهون والمساحيق...
بالمناسبة: شي كارو الله يعفو عليك...
سعيد تركيت
الخميسات - المغرب - 22 / 04 / 2015