إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة كارثية استطاعت أن تجعل تفكير الناس تفكيرا معاقا ،
لا يصب سوى في مراقبة أعراض الناس، ظاهرة إنتشار الشائعات، ونشر الفضائح ، والمتاجرة في أعراض الناس ، دون الالتفاتة إلى مشاعرهم ،وما قد تسببه هاته الأفعال لهؤلاء الأشخاص ، صرنا في عالم لا يهتم فيه أحد بمشاعر الآخر، في عالم أعطيت فيه الأهمية القصوى، لعدد المشاهدات والإعجابات .
دون النضر في المحتوى إن كان هادفا أو العكس، متنكرين فيه لمبادئنا وأخلاقنا وقيمنا التي تحتنا بالدرجة الأولى ،على احترام الآخر كيف ما كان وأين ما كان ومهما كان ...
أصبحت عقولنا مبرمجة . لا تسلبها سوى العناوين الفاضحة (هل سمعتم فضيحة فلان، أدخل وشاهد فضيحة علان ..... ) ، أصبح الكل قاضيا يصدر الأحكام ، صار الكل يتدخل في حياة الكل ، الكل ينتقد تصرفات الكل، صار للكل الحق في محاسبة غيره بدون صفة تذكر .
أنت الذي تحكم على الآخرين
- فلان يستحق ما يحدت له ، لم يكن عليه أن يفعل كذا وكذا ..
- ما هذا الأمر الشنيع الذي فعله فلان ..
- أرسل لي فضيحة ابن فلان ......
لم تسأل نفسك يوما ماذا لو كنت مكان فلان، ماذا كنت ستفعل ؟ كيف كنت ستتصرف ؟...
أؤكد لك أنك حينها سيكون لديك ألف مبرر لما فعلت ، ستكون متأكدا أنك لست مخطئا ، وستكون لك أسبابك الخاصة التي دفعتك إلى ذلك ، والتي ستجعلك تدافع على نفسك بكل شراسة .
إذا لماذا نحاسب غيرنا على أشياء لانعرف مصدرها ، ولا نعرف حتى إن كانت حقا صحيحة أم لا ، أنا لا أهتم إن كانوا متهمين او أبرياء ، مايهمني حقا هو أنني لا أنا ولا غيري يحق لنا اتهامهم ، من نحن ؟؟!! نعم من نحن ومن أعطانا الحق في المس بأعراض الآخرين وتنصيب أنفسنا قضاة عليهم ، من نحن حتى نجرحهم و نتهمهم في أعراضهم، ونقول فيهم أشياء قد لا تمتهم بأي صلة. من نحن ؟ نحن أناس مثلنا مثلهم إن لم نكن أسوء منهم ، نعم فلكل منا هفواته ولكل منا أخطائه وسلبياته ، الله سترك وستر الجانب المظلم فيك ، وينتظر منك ان تستر غيرك، لا تفضح فقد يأتي يوم تجد فيه من يلقي بغطاء أبيض على الجانب الأسود منك وينقدك من الدمار.
ولا تنسى أبدا أبدا " قد يكون دورك غدا"