عامين مضت بحلوها ومرها مذ أن نشرت مقالتي الثانية هنا، لا أعلم ما الذي جعلني أتوقف على الرغم من زخم المقالات التي تجود بها ذاكرتي المتواضعة وينوئ بحملها تطبيق الملاحظات على هاتفي الموقر أدام الله بقائه.
عديدة تلك المقالات لكن نشرها مسؤولية جعلها ذلك الرقيب الذاتي ولربما غيره، أمراً اتراجع عنه في كل مرة. اعلم في قرارة نفسي بأن ما انشره ليس أعلى سقفاً من غيري، ولا هو بتلك اللغة الأدبية التي تجعل القراء عاجزين عن فهم المغزى الذي انتويه، ولا هو بذاك النص الأدبي الذي يجب أن يحصل على جائزة البوكر. ولكن حالة الكسل الأدبي التي تعترينيا نحن معشر الكتاب الشباب تجعلنا نتوقف في حالة لا شعور عجزت انا الفقير إلى الله عن تفسيرها.
بالأمس القريب تلقيت رسالة رائعة من اخي المدون (كريمكناس 79) في هذه المنصة، ولا اخفيكم سراً انها جعلتني انفض ذلك الغبار الذي اعترى أفكاري وكأنه ايقض ذلك الكاتب الذي يقبع في مخيلتي. هو لم يقل شيء سوى أنه سأل عن حالي وسر هذا الغياب الذي هو علم به أكثر مني انا صاحب الشأن.
اخي كريمكناس لقد هدمت ذلك الجدار الذي بناه ذاك الرقيب الذاتي المحبط بداخلي وجعلتني امعن النظر في كل ما كتبته وجعلته على رف النسيان مهجور يبحث عن من يبعث الحياة في عباراته التي ملأ الخمول اسطره.
قلة هم الناس مثلك صديقي العزيز، فلو التقينا صدفة في أي مكان فلن نعرف بعضنا البعض ولكننا في فضائنا الافتراضي اثبتنا أن تلاقي الأفكار أقوى من لقاء القلوب والأجساد حتى أصبح كل منا يفهم ما يكتب الآخر بل ويعجب به ويعقب عليه ، اشكرك من أعماق قلبي لأنك جعلتني لست على هامش النسيان.