المحصلة صفر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المحصلة صفر

  نشر في 13 مارس 2016 .

لا يوجد وهم يبدوا و كأنه حقيقة مثل الحياة التى نعيشها،فالعمر يمضى فى سلسلة من الغفلات و الأغماءات مجموعها فى الختام صفر أو هى فى الحقيقة حاصل طرح و مجموعها بالسالب و ليس بالموجب فتمضى حياة الفرد بالنقصان يوماً بعد يوم يخرج من خديعة إلى أخرى و من وهم إلى وهم أخر فتارة يحسب أنه إمتلك الدنيا و ما فيها و تارة أخرى يشعر بأنه خسر الدنيا و بما فيها و بمن فيها حاله كحال شارب الماء المالح كلما إزداد شرباً كلما إزداد عطشاً لا يحصل على سكينة و لا يشعر بإطمئنان ،فهو هابط دائما من قلق إلى قلق و من تمزق إلى تمزق و من تشتت إلى تشتت حتى تنتهى حياته و محصلتها صفر،تلك هى العقلية التى أصبحت سائدة فى وقتنا الحالى فأصبح معبود كل واحد نفسه و رأيه و مشاعره،فاستبدلنا الذى هو خير بالذى هو أدنى و فانى فكل تلك الأشياء من مشاعر و أحاسيس و مدركات ملموسه التى نعتقد بأنها حقائق مطلقة هى فانيه فيقول الله سبحانه و تعالى" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ " ،فهذا الجمال الذى نشاهده و ننسبه إلى صاحبه هو بالأصل منحه و إعارة من الله بأجل و ميقات يعلمه هو سبحانه و تعالى،كذلك كل ما نحبه و نعشقه و نتعلق به ليس ملك لصاحبه لكنه هبة من الله و نحن نملكها عنه بالقرض أو الاستعارة،فالقضية بالأصل قضية إيمان و رؤية صحيحة للعالم من حولنا،فهما جنيت و مهما حصدت فالمحصلة صفر.

فى كتاب المواقف و المخاطبات للعارف الصوفى محمد بن عبد الجبار ابن حسن النفرى يقول الله سبحانه و تعالى لعباده :

"خلقتك لى..لتكون موضع نظرى و محل عنايتى و بنيت حولك سداً،ثم أردت أن أمتحنك ففتحت لك فى السد أبواباً بعدد ما خلقت و بعدد ما أبديت من جوذاب الإغراء.و خارج كل باب زرعت لك شجرة و عين ماء باردة و أظمأتك و حلفت بألألى ما انصرفت عنى خارجاً لتشرب إلا ضيعتك فلا إلى جوارى عدت و لا على الإرتواء حصلت،فقد ضللت عنى و نسيت اننى الإرتواء الوحيد و السكن الوحيد لك،و أنى أنا الله الحق الخالق كل هذه الصور و مادد كل جميل بجماله ،يا عبدى سترتك برحمتى و حجبتك عن كل هذه الأبواب و حجبتك عن كل تلك الشواغل و الصوارف فرأيتك تحاول أن تخرق الحجاب لتعاود ضعفك فلا تفعل فتعيش ذليل الأشياء سجين العطش الأبدى.يا عبد لن تعرفنى حتى ترانى أوتى الدنيا أرغد و أهنا ما عرفت من الدنيا لعبد عاصى،فترضى بما حرمتك إلا من غضبى و إعراضى يا عبد ميعاد ما بينك و بين أهل الدنيا أن تزول الدنيا فترى أين أنت و أين اهل الدنيا ...


  • 1

  • Ahmed Elnour
    أحمد النور 22سنة طالب بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية
   نشر في 13 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا