تُخيفني فكرة أنها قادرة على الترك و الغياب وهذا يدلُ على قدرتها على العيش من دوني.. القدرة قوة هائلة تصنع فوارق عديدة قد لا تخطر على البال!
نعم.. هي تلك الفتاة التي تترك متى قررت دون رجعة، تعلمتْ فنّ التوكل و عدم التواكل على الغير و عزمتْ على رفعِ حجابها دون توقف.. لا أقصد حجاب الرأس بل العقل وإن كانا بالنسبة لها سيّان لأن المظهر ليس ملكها إنما هو ملك المجتمع هو الذي يُقرر ما الذي سنرتديه لكن حجابُ العقل حرية فردية كأن تعطي لكل شخص سبيكة من الذهب الخالص و تترك كل شخص يتصرف بها حسب رغبته ووعيه وهنا تكون إما ترتقي أو تنزلُ إلى مستوى الأبجديات الدنيوية التي تسهل لك العيش فقط دون أن تكون من العلماء الذين يرحمهم الله برحمته الواسعة..
هي تجعلني أفكرُ في ألف موضوع و موضوع وكلها قوية و مغرية و كانت في ما مضى تفكرُ في كل شئ عدا أن تكون هيَ أولى أولوياتي لذا تحطمتْ ثم تعافت و قررت ثم أصبحتْ..
بداخلها ميعادٌ مع الورق ولو خمس دقائق فقدْ إستعملَ منذ الأزل على حملِ كل أسرارنا وبالنسبة لي هو أوفى صديق لأنه لا يبوح بشئ ما دمتَ لم تخرج عن السطر أو تجهر به.. هي من قالت لي يوما :
الكلمةُ عهد و العهدُ ميثاق لذا لا تأخذ عهدا حتى تدركَ أنك تملكُ الكلمة!
تنعتني بأسماء عديدة بعضها فرعونية و أخرى امازيغية.. تحبُ أن تنتقل من ثقافةٍ لأخرى، تخلدُ للنوم حين تدركُ أنّ يومها لم يكن مملا أو روتينيا و تعشقُ الكاتب أو الكاتبة تجدهم يمارسون حقهم في التعلم فالتعليم ليس الذي يعطى في المدارس بل الذي يأتي عن رغبة و بحث..
فتعليم المدارس تعليم فاشل و مضحك فنظام التعليم يتوارث عبر أجيال و النتيجة صفر بالخط العريض.. تقول هيَ ساخرةً لو أعطينا للقرد دروسا كالتي نأخذها سينتهي به الحال في مقر حكومي!
ختاما :
إن كنت تبحث عن مسكنٍ للروح؛ فأنت روحٌ. وإن كنت تفتش عن قطعة خبز؛ فأنت خبزٌ. إن استطعت إدراك هذه الفكرة البسيطة، فسوف تفهم أن كل ما تبحث عنه؛ هو أنت». جلال الدين الرومي
-
بسمة.