متواريآ خلف الحبال هضبة رملية بكثبانها الذهبية يحفر حفرآ عميقة الي اعماق الرمال.. ولج الي اسفلها سكينآ في اعماقها بين الدروب و الحفرات.. باحثآ اياه عن قتات عظام حيوانية محفورة اياها..
ذئب شريد سكينآ اياه مارا بحلقة دائرية تترائي حول الحفرات الرملية.. رائحة العظام الحيوانية تنبت الي حواسه الشمية.. رائحة الادرنلين المرتبطة بالخوف عند الانسان يتبعها بقدميه حتي يصل الي وسط الحفرة..
عظام ابقار هشة مبللة باثار المياه.. يجمعها اياه يولج الي داخلها اقتات شعر بشري و اظافر بشرية حادة وورقة جلدية بالية منقوش اياها طلسمات غامضة..
فارآ اياه بين الدروب الرملية.. الي ذلك الكثبان الرملي المحفور بداخله جسد هامد.. امرأة عشرينية سمراء لا يتبين ملامح وجهها المشوه.. ملفوفة في ملائة بيضاء عليها نقاط دماء شعرها الاسود المنفوش يتدلي من كل جهة..
عطور دموية بغيضة الرائحة تكتم ريحها الانفاس يولج انبوبها الحجري مع الجسد المسجي..
كوخ صغير في اعماق الارض مسجي من الرمال.. ولج الي داخله يواريه الرمال.. اجساد صبية مسجاة و علامات زرقاء بادية علي وجوههم.. يضع برفقتهم عطور دموية..
وسط الصحراء فارة تلك المرأة الشريدة.. شعرها الاسود الاشعث يتدلي من كل جهة.. ثيابها البالية المتسخة التي يكسوها الرمال.. جسدها المنهك من الجوع و العطش لم تلقي طعامآ منذ ليلتين.. و فندت المياه من الجرة الصغيرة التي كانت تحملها.. تذكر ليلتها الاخيرة و كيف فرت من معاملتها الا ادمية..
خيمتها الصغيرة المسجاه وسط الصحاري و الجبال.. تغزل النسيج علي الانولة لتبتاعه مع معشر القبيلة مقابل بضعة من اواني اللبن و بعض الاعشاب.. لتناوله لصبيتها الصغار حتي يآوي زوجها ليلآ غاضبآ ككل ليلة و هو يحمل معه تلك الاجساد الادمية ذات الروائح الكريهة و عظام الحيونات..
كانت تصبر انفسهم ان زوجها سيترك السحر لحال سبيله الا مفر من رجواها..
الي ان ضاق بها الامر سبيلآ و آثرت من زوجها الطلاق ليخلي سبيلها..
آثرها ان لها ما ارادت الا ان يحرمها صبيتها و هذا ما لم ترضي به المرأة ابدآ..
لجأت المرأة لشيخ القبيلة الذي اشار عليهم ان يتركوا لها صبيتها و لا يحرموها اياه..
وسط الصحراء باتت المرأة تتواري مع صبيتها تحت النخيل من ظلال الشمس الحارقة.. كانا يجولآ الصحراء و لهم الغذاء من جرة المياه و بعض الحشائش التي يقابلونها اياها..
نفذت المياه و الصبية جائعين و المرأة تربط علي نفسها.. اصوات عواء الذئاب تدوي في اذنهم و المرأة خائفة علي صبيتها..
حلقة دائرية من الذئاب احاطت بهم اياها.. تسلل الخوف الي قلبها علي صبيتها فتذكر خوف الذئاب من النيران احتكت الاخشاب فباتت نيران اختفت الذئاب ليفروا في الحال..
اتفق الصبيان علي فراق الام فهي بنظرهم امرأة مسكينة لن يجدها معها الحل.. وثب الي عقولهم فكرة شيطانية.. ستموت الام بقدر تناولها الذئاب.. اي عقول حجرية شيطانية هذه التي افتعلوها.. آل الليل و باتت الام نائمة متوارية و صبيتها تحت النخيل.. يدوي صوت الذئاب ليلآ حينما صرخ الصبي بصوت عال جذب الذئاب اياه.. بخيانة و ظلمات فر الصبيان تاركين امرأة مسكينة امهم في مواجهة الذئب.. لم يكن عليها الا الفرار و قلبها ينفطر حزنآ علي ولديها و عقوقهم اياه.. ولجت الي تلك الكثبان الرملية فلم يرها الذئب الذي ظل يدور بين رحي الحفرة..
اما المرأة المكلومة فباتت تحت الرمال تضيق الانفاس حتي يئول بها للموت يبصرها طليقها الذي يخنقها حتي تلقي حتفها في الحال
اماالصبيان فيتاقاتلان بالرماح حتي لقيا حتفهما و باتت اجسادهما غذاءآ للذئاب. .
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب