كان القلم صامت ، و الصفحة بيضاء تميل الى الاصفرار ، تتعطش الى بعض من الكلمات لتملؤها ، و كانت اصابعى تترك القلم ثم تمسك به و كأن عقلى لا يريد الكتابة..
اما القلب فكان مكبل ب سلاسل من الحقيقة ، ب قيود من الخذلان..
القلب لا يريد القلم و لا يريد ان تتراص حروفه و لا يريد ان يتذكر الاهداء السابق.. و لا يريد ان يتذكر الشخص من الاساس...
العقل يريد ان يكتب الحقيقة ، يغامر بالوضوح ، يحفز اصابعى على الشجاعة ، و الاقدام على الكتابة..
فى الاهداء السابق كانت روحى تكتب منسجمة مع قلب الطفل بداخلى..
اما فى ذلك الاهداء كان شيخ كبير يختلط شعره الابيض و تجاعيده الوهنة بالقلم ، ليكتب الحقيقة التى مرت عليه ك مرور طائرات حرب النكسة على الجنود الابرياء ، لتخطف ارواحهم ك ما تخطف النسور ضحاياها...
المدة الزمنية بين الاهدائين اقل من شهر ، و لكن الفرق بين الاهداء الاول و الثانى ان الاول كتبته بروح طفل ساذج و الثانى كتبته بروح شيخ حكيم...
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !