نفحاتُ الموت _ 1
" الوداع هو الوحش المخيف في كل هذا يا صديقة ، فالموت إنما هو رفيقي .."
نشر في 01 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تلعنه روحه السامية و يعاقبه عقله الفيلسوفي. يمتطي الفارس النبيل بداخله جواداً من أرقى انواع الجياد العربية ، يُسمع صهيله على البعد و هو يبعثر بقدميه الرمال الكريستالية... يغيب عن الوعي من ضربة شمس...
العطش يتغذى عليه ، الخلايا تضمر في جسده و تمتص آخر رمقٍ متبقٍ.... يلعقُ عرقه المختلط بالجو و الملح و الغبار ...
الموت هو أقرب النهايات لروحٍ كهذه ، لروحٍ تتعطشُ إلى المياه. إنني روحٌ متعبة ، روحٌ آثمة قامت ببيع ذاتها لخدمة الشيطان عندما عرض عليه الحياة أمام عبادته ، و في لحظة ضعفٍ و هوانْ نسيت الله ....
أريد العودة إلى إلهي و لكنني آثم و ملعون ، ثم تأتين أنتِ متأخراً ، ترتدين رداءً أبيضاً و تحملين في قلبك أجنحةً ملائكية ...
توقظين وجعي بلا أدنى قصدٍ منك ، تثيرين هواياتي ...
تحدثينني عن أشياء تحبينها بدون الحاجة إلى أن أحدثك عن أشيائي التي أحبها فقد تبين لي أنها ذاتها.
أتنفسُ نسيمَ الصباح عبر رئتا يديك و هما تهمسان لي في رسالة " صبــاح الخير ".
تذكرينني بعهدي الذي مضى. أشعرُ معك أنني شخصٌ أكثرُ نقاءً و وضوحاً. أخبرك يا صديقة ...
و لكن هل ستظلين صديقة ؟!
و من يدري ، فـإلى الآن أنت هذه الصديقة ....
أفكرُ برسائلنا المتبادلة و بيننا مسافاتٌ لا تقطعها سوى الأرواح و لا يجمعها مكانٌ غير الزمان. كل هذا حدث في وقتٍ قصير .... و ذابت معظم الشكوك ...
نفحاتُ الموت تزورني كثيراً.
نفحاتُ الموتُ تهيئني لها ، تمدُ لي ذراعيها على الوسع ....
و أنا لا أدري سوى أنني أتردى في هذه الحياة و يتعلق الموت بأوصالي و يهيج جميع أشعاري ...
-
آيــآشخصٌ يحتضن ذاته برفق ~ مهتمة بالفنون ككل و بالكتابة.