أنا استطيع أن أقيد الزمان ولو لفترة وجيزة
قالها حينما صوره أحدهم بلاقطة هاتفه
كان سعيدا .. حقا أن تملك جزءا من عمرك الذي يجري دون ضابط لسرعة جريانه
ففي وقت وأنت تؤهل نفسك لخوض مرحلة العشرينات؛ فإذ بك على أبواب الثلاثين !!
واو كم هو مثير ذلك
لا استطيع أن أصف العمر الذي يجري كأنه لمحة بالبصر
شريط الذكريات يتلى ويتتالى
لكن الآن نحن نستطيع أن نلتقط منه ما يمنحنا الخلود
نعم يا صديقي لقد حفظت لي جزءا من الزمان
تلك الصورة التي بيدك أوقفت بها كل خلجة إحساس تمر
كل دفقة شعور تتدفق في كياني
كل كهرباءة من كهرباء الإحساس التي تسري في وجودي
أترى هذا حقا
نعم
إنك أوقفت شريط العمر لحظة كتلك اللحظة التي يمر هو فيها
لكن ألا تلحظ معي أن تلك الصورة لا تمنحنا الخلود وحده
بل تمنحنا أيضاً السعادة
اي ... نعم
لكنها صورة يا أحمد
أتحسب أن صورة تملكها بين يديك الآن
هي هي تلك اللحظة التي عشتها
إن اللحظة تمور بأكثر من ألف شعور .. وألف إحساس
إن كل نبضة قلب .. و إثارة عقل .. وإحساس ثائر بكل كيانك لن تستطيع تسجيله ولا إيقافه
تلك إذا وظيفة الشاعر يا أحمد أن يسجل هاتيك الخطرات ..
لكنه يفقد الصورة .. كما تفقد الصورة روح الإحساس
الشاعر يسرد كلمات لا صورة لها
وصانع التماثيل يصنع صورة لا إحساس بها
والصورة تسجل لحظة لا حركة فيها
سكون في سكون في سكون
ويظل هذا السكون في سكون تام مالم ينفخ الله في روحه فيلهم الحركة و تدب فيه الحياة
يقول أمير البيان شكيب أرسلان
وَنَفسُكَ فَاِبدَأ بِتَصويرِها ***** بِما أَنتَ مِن خالِدٍ فاعِلُ
وَإِلّا مَضى الجِسمُ مَعَ رَسمِهِ **** وَلا يَخلُد الزَائِلُ الزَائِلُ
-
أحمد صبريمحب للأدب والشعر والتاريخ