القادم أفضل و الغد أحلى
سميرة بيطام
نشر في 22 نونبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
حينما تكون كبيرا و رائعا على كل الأصعدة خلقا و علما و أدبا ، يغار منك الصديق و القريب ، و حينما تكون طيبا و ممتازا في الصدق و الإخلاص تزداد الغيرة ممن عرفتهم بالأمس و يزداد التخطيط لكسرك و البحث لك عن أبسط نقاط الضعف ليصفعك باقل خسارة هذا هو المشكل لأنك قوي بصدقك ، و حينما تكون مسامحا يزداد القلق من ناحية من جالسك يوما ما و قدم لك قهوة ساخنة و لكنها ممزوجة بسم الكراهية و الحسد ، فتتكلم و تشرب و تتحدث لأنك رائع فوق عادتك و لأنك نظيف و طاهر و مبدع و تحب الخير لمن استضافوك بالأمس في بيوتهم و استمعوا لمشاكلك و هم في الحقيقة لم يكونوا مستمعين أوفياء بل كانوا يسرقون الفكر ليبحثوا لك عن الضربة القاضية فترديك لا شيء .
تبدو القضية واضحة جدا لأن فيه صادق و مخادع ، فيها أمين و ماكر ، فيها محب و كاره و فيها مبدع و فاشل ، و بالتالي نترك للزمن ان يحاجج بين الظالم و المظلوم ، بين المصلح و المفسد ، و لو أن طرفا النزاع مسلمين بالفطرة و الاكتساب ،فعجبا حقا لمرضى النفوس المسلمين..كيف لم يؤثر القران فيهم؟ و كيف لم تكن روح التواصل شافية و كافية؟ اين الخلل؟.
عجبا مني لأمر المسلمين اليوم من يدعون الصداقة و الإخلاص و الكفاح و التضحية من أجل الحفاظ على مكاسب الإسلام و ما يريده الله منا عبر قرآنه الكريم و ياتون الباطل من خلفه.
الأدهى من ذلك أنهم يسرقون أفكارك و أمنياتك لأنهم يريدون أن يكونوا مثلك فيكتبون الروايات و القصص و تكون أنت البطل فيها لأنك أثرت فيهم لدرجة أنهم يسرقون باسمك ليحتموا خلف ابتسامتك الساحرة و الساخرة منهم في نفس الوقت ، هم يسرقون في الكواليس حتى لا يعرف أحد ماذا يفعلون كما يفضلون الاختباء و عدم الظهور الا بأسماء مستعارة ، لأنهم فاشلون و لأنهم سارقون و لأنهم مراوغون .
لسنا نحن من يحاسب الناس ان هم أخطئوا حينما سرقوا منا حقيبة أفكارنا ، الله هو الرقيب و الحسيب ، لكننا نرد عليهم حينما يسرقوننا مرات و مرات لنطلب منهم أن يأخذوا اذنا قبل السرقة ، لأن الإسلام حرم الغش و الخديعة و اللصوصية ، هم لا يملكون شيئا من الفكر و يسرقون منا ما وهبنا الله إياه و الاستئذان خلق و أدب.
القادم أفضل و أحلى أكيد هي عبارتنا للتفاؤل لأوطان ستتحرر من طيش بعض ضعاف النفوس عندما تتكلم باسم الدين و لا تطبقه أو تدعو للسلام باسم الدين و تسرق في الظلام ،لانهم سيعرفون مرضهم و سيسرعون في العلاج و الا سنبقى نطاردهم حتى يتوقفوا عن السرقة الادبية .. اذا هو رد منا في سرية تامة بفكرنا الصادق و النير و المخلص ، و نرحب بمن يسرقوننا و لكن بشرط الاذن المسبق ، حفاظا على أمانة الكلمة و الشرف و الآدمية لهم لكي لا يستمروا في الانتهاك و الاحتيال فنحن لن نمنع أحد من أن يتأثر بنا و بإبداعنا لأنه مهدى لهم و لكن ننصح بأن تكون سرقتهم حلالا بإذن مسبق فقط .
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية