ماذا لو احتفينا بجمال الآخر..؟!
قرار السعادة خيار عشه مع نفسك. .وانقل العدوى للآخرين..
نشر في 07 مارس 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
القدرة على رؤية الجمال في الآخر والتعبير عنه، زينة العلاقات الإنسانية، ونحن كائنات نعيش بالفعل.. وننتظر ردات الفعل والتي في أحيان كثيرة... لا تأتي كما نحب.
هناك نفوس تربت على رؤية الجمال, وجذبه, وعيشه، والإحساس به، نفوس ترى الجمال في كل ما حولها.. ولا يفتر لسانها عن الشكر.. هؤلاء يحلو العيش معهم.. والكلام. أحبهم أينما كانوا أرواح سخية.. كريمة.. تربت على العطاء ومحبة الآخر، لا يزيدها الشكر والامتنان إلا عنفوانا وألقا وقوة.
أجمل هدية يمكن أن تمنحها لك الحياة، هي أن تعقد لك الأقدار لقاء مع هؤلاء. أشخاص يفهمون لغتك ولا يفتشون بالمجهر عن أخطائك ليقيموا لك حفلات جلد..
في الجانب الآخر من الصورة، أشخاص يعكرون صفو الجمال.. نفوس بخيلة.. شحيحة، تضن على الآخر بكلمة طيبة تجمل العلاقة وتعطرها.
يصدرون لك إحساسا أن عطائك (واجب مقدس) لا خيار لك فيه.. يجيدون استنزاف الطاقات والمشاعر و....(هل من مزيد؟؟ ) ,يفقدونك لذة العطاء.. ولذة التواصل.. ولذة اقتسام اللحظة...
الحياة مع هؤلاء صعبة.. جافة. . بالأبيض والأسود. . بدون ملامح، بدون ألوان.
إن كانوا أشخاص عابرين، فمن السهل إسقاطهم من حياتك وحساباتك. لكن....
ماذا لو كانوا من المقربين!؟ ماذا لو كان الأمر يتعلق بابن، أم، أب، أخ، زوج، زوجة...و...و...و...؟!
ماذا لو كنت تضج بالحياة والأمل والتفاؤل، ومعك تحت سقف واحد، محطم أحلام، ناقل أخبار سيئة، معكر صفو، محول ابتسامة جميلة إلى دمعة في ركن مظلم..
ماذا لو رافقك في رحلة الحياة أشخاص لا يرون فيك سوى عيوبك. أقصد عيون ناقدة لا ترى الجمال، أشخاص تمرنوا على حمل القلم الأحمر لتدوين العيوب. على رأي صديقتي حنان.
يقولون (النقد البناء) ..!! ليت شعري وهل يمكن الجمع بين المتضادين، النقد والبناء؟؟ ومن منا يحب النقد ويستسيغه ؟!أوليست نفوسنا تتعطش لكلمة تشجيع ومدح صادق يدفع للأمام؟! ولغة راقية تهذب النفس ولا تشطر القلب نصفين؟!
ماذا لو رافقك في رحلتك، رحلة الحياة أعني، أشخاص ليس في قاموسهم كلمات شكر، أو تشجيع، أو مديح. كلمات تطيب الخواطر والنفوس، وتونع بها رغبة أكبر في المنح والعطاء...؟! ماذا لو...؟!
أصدقاؤك لك مساحة حرية أكبر في اختيارهم.. فليكونوا إيجابيين.. مشجعين. . يرون فيك كل جميل.
الابتلاء في المقربين.. مصيبة، تحتاج إلى صبر، وباع طويل من الثقة بالنفس. والقدرة على إسعاد الذات.. والتجاهل والنسيان...
قرار السعادة خيار عشه مع نفسك. وانقل العدوى للآخرين...
زين الله حياتكم بالسعادة والشكر والامتنان...
فوزية لهلال
التعليقات
( وما اكثرهم استاذة فوزية ........لكنك وضعت لنا روشته العلاج والتى احيانا يصعب اتباعها والسبب ( أن هولاء مقربون......) فكيف التجاهل ؟؟؟؟؟
الطريف الذي أودّ الإشارة إليه: لو وجد في بيئة ما (مكان العمل مثلا) شخصين من هؤلاء من مرتبة واحدة، فوجودهما لن يخلو من إيجابية. لأنهما سيناصبان بعضهما العداء بشكل يستهلك طاقاتهما في نزاعهما المرير، وسيحاول كل منهما خطب ودّ المحيطين بدل معاداتهم، لتقوية موقفه في معركته الأساسية. وسينتهي الأمر بإبعادهما ليصبح المكان أفضل مما كانت بوجود أحدهما. هذا ما حصل مرة في مكان عملي.
وأما لو كان الزوجان من هذه الطبيعة، فيسنتهي زواجهما خلال أعوام قليلة. وسيشق كل منهما طريقاً مختلفة مع شركاء أكثر قدرة على التعايش مع طبيعتهما.
بداية موفقة و في إنتظار كتاباتك القادمة .