عند مدخل القرية الصغيرة الهادئة انزوت امرأة شابة بشعرها الحريري الناعم و هي تخفي وجهها حتي لا يري أحد للدماء التي تطل منه !!
هاربة من سجن العذاب هكذا وصفت " مرام " حالها البائس بعد فرارها ليلا من منزل زوجة امها المتجبر !
كانت اخذت القرار لابد من وقفة مع هذا العجوز الذي يضربها كل يوم غير مراعي سنها الشاب حتي يدفعها الي الهروب من جحيم حياتهم لم يعبأ بصراخ زوجته دفاعا عن ابنتها " مرام " التي تجرأت لأول مرة و صفعت زوج أمها بقوة صارخة
" ابتعد ايها القذر لن اسمح لك بأن تعنفني يا وضيع !"
" اسكتي يا وقحة "
أطلقت " مرام " لساقيها العنان و هي تحزن امتعتها بغضب تمنعها امها بدموع
" ارجوكي ابقي يا ابنتي "
" اسفة يا أماه انتي لم تحميني من زوجك لو كان أبي حيا لقتل ذلك الرجل "
تخرج ريشة صغيرة و تبدأ في حفر قصتها البائسة علي جدران المقبرة الواقعة خلف المدخل
" هنا ترقد غفر الله لها الأمة الفقيرة " مرام عبد التواب " ابنة الغفير "
عند المقبرة تقف الفتاة ذات الوجه الهلامي و هي تذكر اللحظات التي شهدت دموعها
تجمع عليها اثنين من قطاع الطرق و بلغتها أحدهم بخنجر صغير حاد بينما طعنها الاخربسكين حتي سالت دماء ها و و سرقوا مصوغاتعا الذهبية البسيطة !
تعود بالذاكرة عشر سنين مضت كانت طفلة لم تتجاوز الثامنة حينما ودعت أبيها و هو مسافر في قطار القرية ثم تذكر صراخ امها و لطمها بعد خبر احتراق القطار كان الامربشعا أن تعي تلك الصبية خبر موت أبيها "
اقتربت امرأة عجوز من المقبرة و هي تغطي شعرها بطرخة سوداء تبكي بحزن و هي تتكتم بآيات القراءن ثم تدعو قائلة
" الله يرحمك يا بنتي اشتقت اليكي كثيرا ليت روحي الحق بكي يا صغيرتي تعذبت كثيرا منذ رحيلك يا حبيبتي ليتني لم اتزوج و لم آت لكي بمعذبكي حبيبتي انا من قتلتك بخنجر ضعفي يا صغيرتي سامحيني يا ابنتي الراحلة "
بللت بدموعها قبر ابنتها و هي تندب حظها العاثر الذي جعل ضعفها البائس تفقد بنتها !
كانت تربت علي كتفيها من خلفها و هي تتمتم خافتة
" انتي من يجب أن تستمحيني يا امي ليتني لم اهرب و لم اقتل و اجذع قلبك و فؤادك يا أماه "
عند باب القرية نري اوراق مبعثرة قد سقطت عن طريق الخطأ من الشابة " مرام " أثناء هروبها من قطاع الطرق باباه دماء الصبية نقش في الأوراق
"اسفة يا أماه لم اريد أن اجزعك علي يا امي لقد تألمت و تعذبت من زوجك و كنت اظن أن برحيلي ساذهب الي بلد بعيدة لكن يبدوا اني اشتقت الي والدي الذي انتظرته منذسنين طويلة و سالاقيه قريبا وداعا "
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
نشر في 14 أكتوبر
2019 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
اسراء حسام حمدان
منذ 7 سنة
رسائل لن تصل ..
اذا اجزَمَت الثِّقة على الرَّحيل , لو اجتمعَ الانس و الجان على ان يعيدوها ما عادت ..وحدَها من تحمل عزّة نفس مثقلةً بخيوط صوف معقّدة يصعب فكّها ..لازال كل شيء يذكرني بك .. كضجيج الحيّ و رسائل العشق المُهملة....
مقالات مرتبطة بنفس القسم
جلال الرويسي
منذ 1 شهر
جلال الرويسي
منذ 5 شهر
Mariam Alsayegh
منذ 8 شهر
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
منصور
منذ 9 شهر
عبد الرقيب البكاري
منذ 1 سنة
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
منى لفرم
منذ 1 سنة
حسن غريب
منذ 1 سنة
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
أشرف رضى
منذ 1 سنة
nessmanimer
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
soumia kartit
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة
Mais Soulias
منذ 2 سنة
د. يـمــان يوسف
منذ 2 سنة
Rim atassi
منذ 2 سنة
آلاء غريب
منذ 2 سنة