أمثالنا .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أمثالنا ..

  نشر في 25 ديسمبر 2018 .


يقال ان فاقد الشيء لا يعطيه.

ويقال ان ما انكسر يصعب اعادة ترميمه.

يقال ان لكل مجتهد نصيب.

ويقال ان من بيته من زجاج لا يمكن ان يلقي غيره بالحجارة .

يقال ويقال الكثير من الأقوال ولكن .. لم يخبروننا انها مجرد أقوال مجرد اكاذيب لا تشبه واقعنا ..

فمن فقد هو أشد الناس علماً بالحاجة فإن امتلكها جاد بها بل ويسعى دائما لإكمال ذلك الفراغ الذي أبشع داخله بأن يملأ غيره ويعطي أحيانا بلا حدود.

والمكسور قد انكسر وانتهى فليس من المنطق ان يُرمم بل إنه يعيد بناء نفسه من جديد حيث أنه قد اكتسب قوة من تجربته فلن يُهزم أبدا وذلك الشرخ يبقى بذاكرته للأبد ولن يدعه يظهر لغيره خصوصاً من تسبب به.

والمجتهد له نصيب ولكن لم يخبروننا بحجم هذا النصيب أو الجهد فبعض الأحيان تختل الموازين كثيرا فنجد مجتهد مهزوم أو حظه شحيح أو محاط بوحوش يسرقون جهده ويستغلوه وقد تجد كسولاً يصعد أعلى المراتب بكل سهولة.

أما الزجاج فهو شفاف فمن بيته من زجاج لا يمكنه رؤية ذلك للأسف لأنه ينظر من الداخل فيعتقد أنه مُحّصن ويبدأ بانتقاد الاخرين وقد تجد نوع من البشر أسوء من ذلك فقد يكون على يقين أن الزجاج شفاف ولكنه لا يبالي بل وفي بعض الأحيان ينكر ويتبجح بأنه لا يمكن أبدا أن يُقدم على سوء وهو معجون بطينته.

أما المقولة التي استوقفتني كثيرا وأكلّت عقلي وتفكيري..

أن من يده بالنار ليس كمن يده بالمياه وأن من يأكل الضرب ليس كمن يعُدّه.

ولكن طبيعة البشر وتصرفاتهم تنكر ذلك رغم أن الحياة تستمر في اثباته.

فقد تجد أشخاص تحب المقارنة وتجد في نفسها عظمة لا متناهية فيخبروك بقصصهم البطولية وان ما تجابهه لا يعد نقطة في بحر الحياة .. قد يكونوا صادقين ولكنهم يتناسوا أن لكل حجمٍ مثقال هّم ولكل وقتٍ أوجاع وألم وأن الفطرة تضخيم كل ما هو واقع للنفس وتسفيه أمور الغير.

وقد تجد أشخاص لا يهمهم شعورك ومدى صراعك بل ويحاولوا اقناعك انك تضخم الأمور وأن ما بك وليد أفكارك وانطباعاتك السلبية الانهزامية بل والأغبى من ذلك أن يرسموا لك طريق النجاة من منطقهم اللامنطقي وتتوالى موجات الفلسفة وأعاصير الكلمات التحفيزية ولكنهم لا يعلمون أنك مُدرك لقولهم وأنك تعلم وهم لا يعلمون أنك اخْتَبَرت وهم لا يفقهون.

ومن الممكن أن تجد أشخاص لا يكترثون البتة وغايتهم الوحيدة هي اسكاتك والانتهاء من عذاب الاصغاء لما تقول فلن تجني منهم سوى الشعور الكاذب بالشفقة وكلمات الاستعطاف التي لا تسمن ولا تغني من جوع فيتعاطفون معك ويخبروك انهم يشعرون بما تشعر وهم بعيدون كل البعد عن الاحساس وهذا النوع هو الخُلاصة.

وفي جانب آخر قد تجد أشخاص إن هبّت بهم شُعلة أحرقوا بها الأخضر واليابس وأشعلوا الحقد والغضب في وجه كل من حولهم وأشخاص يحترقوا بصمت يتلاشوا من حولك دون أن تشعر وأشخاص مثل الشمع يحترق ويذوب لينير دروب من حوله وأشخاص يقنعوك بأنهم وسط ألسنة لهب وانهم المعذبون في الأرض خوفاً من الاختلاف عنك وهروباً من التفرد بالسعادة كي لا يسلبها منهم أحد!!

ومن بعض الأمثال التي استوقفتني تلك الأمثال المتضاربة، مثلٌ يخبرك بفعلٍ وآخر بالنقيض فمثلا من قال: بعيد عن العين بعيد عن القلب ألم يسمع بمقولة الهوى من النوى أو أنه لم يقرأ للقباني حين خطّ بقلمه مقولة إذا لم يزدك البعد حباً فأنت لم تحب حقاً.

وغيرها الكثير من الأقوال والأمثال والحكم لكل منها غاية طبقاً لموقف معين قيلت فيه ولكن حين تتضارب المنفعة ألا تتضارب الأقوال ؟! سؤال يستحق التأمل ولكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموقف أي منهم الأصدق ؟؟

فلكل قصة عدة جوانب وأنت فقط من تقرر من أي جنب تراها ومن أي زاوية تَمِسّكَ هذه الحكاية وأي دور انت تعيش في هذه الرواية.

فلا قانون يفرض مدى وضوح رؤيتك لأمر ولا فرض يُوجب صدق أفكارك ولا سيادة لرأي على آخر فأنت وحدك بطل هذه الرواية ولا أحد سواك له الحكم على حياتك وتصرفاتك ولكن لا تتناسى أنك مجرد فصل في قصة شخص آخر فلا سُلطة لك على شخصه ولا حكم لك على أفعاله.

ويبقى المبدأ السائد الذي لا يخطئ أبدا أن تدع الخلق للخالق ...

وعلى رأي المثل إذا كان بدك تستريح شو ما شفت قول منيح ..

منيح؟! 🙂



  • Malak
    إذا ابدع العازف على آلته تستمتع بأنغام حياة ترضيك وتسعدك ... فلا العازف وحده يفيدك ولا آلته وحدها تطربك
   نشر في 25 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا