ماضيك هو الحجارة التي تضعها أسفل قدميك لتصل بجسدك لأعلى السور حيث النور ، سواءً كان ماض جيد يدفعك للتقدم أو ماضٍ سئ تتعلم منه ما يفيدك مستقبلاً . لكن إحذر !

لا تترك أبواب ماضيك مفتوحة على مصراعيها فتقيدك، لا تترك ما يسبب لك الغرور منه نصب عينيك، ولا تخرج منه ما يخيفك كل حين أمام ناظريك، فتتسبب في خسارة الإثنين معاً ماضيك وحاضرك .

يُقال أن كُل ما حدث في الماضي هو في مصلحتك ، لكن مع التنقيب الشديد فيه يتسبب في أذيتك ، ولكن المؤذي أكثر من ذلك أن تترك باب الماضي المخيف موارباً ، لم تغلقه ولم تستفد منه !

دعنا نضرب بعض الأمثلة /

صديق كان في مشاجرة مع صديق آخر ، تبادلوا اللكمات والسُباب حتى أضمر كل منهما للآخر كُرهاً ، لم يعودا يتقابلان أو يلقيان السلام على بعضهما البعض .. وبعد مرور العديد من السنين ، عندما رأي كل منهما الآخر ظلا مترددين وكل منهما يقول في نفسه : هل ألقي التحية ؟ أم أنه لا زال يكرهني ؟

رجل سَرق من صديق له مبلغاً من المال ، وندم بعد ذلك على فعلته، ولكنه لم يستطع مصارحة صديقه بذلك او حتى رد المال له - كان ذلك منذ سنوات عدة - والآن يتجنب ملاقاته أو التحدث معه بل ويهرب منه في الكثير من الأوقات !

ما المغزى من ذلك ؟

المغزى يا صديقي ( لا تصنع من ماضيك أشباحاً تحاصرك ) ، أنهِ كل شئ برفق . لا تضع ماضيك يؤثر على حاضرك حتى لا تخسر كلاهما ، واستعن بربك فإنه لا يخيب رجاء عبدٍ نادى إلهي .

وكما أقول لك دائماً .. قَف بجانبك .