بضعة أشهر وأنا أتساءل، كيف يكون حالي لو رأيتُه الليلة؟ تتابعُ الليالي وتتكاثر الأسئلة ولا يخفت الأمل لحظة واحدة ! أعلم يقينًا أنها ستأتي حينما تتوافق أمنيتي مع مشيئة الله، فيقول لها أن تكون فتكون بإذنه ..
لكنني البارحة سمعتُ أنّ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - وقد كان من أقرب الصحابة هديًا للنبي صلى الله عليه وسلم- كان يقول للتابعيّ الجليل الربيع بن خُثيم "لو رآك رسول الله، لأحبّك"، هذه البشارة يقف لها القلب فرحًا! إني لأغبط قائلها ومن قيلت له.. أغبط عبد الله ليس لأنه رأى النبي فحسب، بل ويعرفه معرفة تجعله يجزم أنه لو رأى فلانًا لأحبّه! وأغبط أبا يزيد، لأنّ من أحبّه رسول الله، أحبّه الله وغفر له. أوليس سبحانه القائل (قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ)
يأتي ببالي حديثُ الرسول عن الإحسان، أن تعبدَ الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. ولأول مرة منذ عدة أشهر، لا أتساءل عمّا إذا كانت الليلة هي الليلة! لا لم يخفت الأمل، لكنّ سؤالًا جديداً تملّكني .. ماذا لو لم أره أنا، ماذا لو رآني هو.. هل سيُحبني؟ هل سيكون عني وعن حجابي وصلاتي راض؟ أم يُحال بيننا ويُقال له ما تدري ماذا أحدثوا من بعدك؟ ماذا لو رآك أنت رفيقي الذي تقرأ هذه الأسطر، هل سيُحبّك؟
لم أعرف الجواب بعد، لكنني حيثُ أنا الآن سعيدة وراضية. لأنني أعلم جيدًا أن السؤال ذاته نعمة، لأنه بداية رحلة بحث قد تطول أو تقصر لكنّها لابد ستنتهي إلى الحق إن شاء الله .. رحلة ستمرّ حتمًا بالربيع بن خُثيم، أتحسس منه الضوء شيئاً فشيئا حتى تعتاد عيني على النور فتستطيع بعدها أن تبدأ رحلة أخرى في رحاب ما يحبّه النبي ومالا يُحبّه..
لكنني منذُ الآن كُلّي امتنان لكل صحابيّ نقل وصفًا لسمت النبي أو فعله في حِلّه أو ترحاله وتحرّى الدقة في ذلك حتى لكأننا نراه بأعينهم رأي العين! فاللهم اغفر لنا ولإخواننا الذي سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلًّا للذين آمنوا .. ربنا إنّك رؤوف رحيم!
-
زهرة الوهيديأكتب... لأنني أحب الكتابة وأحب الكتابة... لأن الحياة تستوقفني، تُدهشني، تشغلني، تستوعبني، تُربكني وتُخيفني وأنا مولعةٌ بهـا” رضـوى عاشور :)
التعليقات
لعل مما يجدرُ ذكره: اطلعي إن أحببتِ على نظم صفة النبي -عليه الصلاة والسلام- للشنقيطي، جميل جدًا موجود على اليوتيوب.