الإغتراب
كيف نعيش في غربة رغم أننا في أوطاننا ؟
نشر في 08 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كشاب عربي طوال عمري شعرت بالإغتراب ، حتى في بيتنا شعرت بالإغتراب.
الإغتراب نوعان : إغتراب أصغر و إغتراب أكبر،
فالإغتراب الأكبر هو الإغتراب في أوطاننا و شعورنا بعدم الإنتماء الناتج بسبب العديد من الظروف المختلفة منها على سبيل المثال حكومات تكره شعوبها ، موظفين حكومين يشعروك باللامبالاة و الإهمال في اي شأن من شئونك ، سائق للمواصلات المختلفة الاحجام و الاشكال و تشعر مثلك مثل باقي الركاب أن راحتك أو رأيك او حتى أمانك من الأساس ليس في حساباته ،
مدرسين يهملون طلبتهم من أجل درس خاص ،أو حتى مجموعه تقوية للطلبة من اجل زيادة دخلة الضعيف جدا ،و الرشوة و البحث عن معارف من أجل أن نجد عمل أو لإنهاء أي ورقة أو حتى لعمل مشروع خاص .
دوامة من اللامبالة و القلق المستمر من الغير و المستقبل تجعل غالبية الشباب فقد أمل و أم أمل و أبو أمل في أي مستقبل مشرق في حياته له او لغيره و خصوصا بعد ذبول الربيع العربي و انتصار الأنظمة القديمة بعمقها في تشعبها .
و للأسف الشباب لم يتعودوا أساسا علي التحكم في طاقاتهم بل تنطلق دفعة واحدة فلم يعد أحد عنده رغبة في أن يغير أقوام لمستقبل حر أو أفضل و كل ما تريده تلك الشعوب هو اللا شيء ، شباب يسجن و يموت و البعض يشمت و البعض الآخر يفرح في المصائب ، و نسوا أنه مركب واحد اذا انقسم غرق و دخلت البلاد في الصراعات الداخلية المنهكة و نسوا اساس كل تلك الفوضى من الأساس ألا و هي الإحتلال الصهيوني لفلسطين الحبيبة .
و تلك بعض أسباب الشعور بالإغتراب الأكبر.
و أما بالنسبة للإغتراب الأصغر فهو بداخل بيوتنا ، و شعورنا بمدى التباعد بيننا و بين الأهل سواء أباء و أمهات أم كانوا أخوة ، و ذلك له أسباب عدة منها اختلاف الاجيال الشاسع بين الجيل الحالي و ما سبقهم من فكر مجتمعي أو جرأة في ابداء الآراء و الأجيال السابقة تعودت على الانبطاحية بسبب الأنظمة السياسية القمعية التي نشأوا في كنفها أو بسبب الجهل المنتشر و التعتيم الاعلامي و المعلوماتي ،
خلاصة الأمر أن الأسر العربية تفككت و من يقول غير ذلك فهو منافق ، الأب و الأم مشغول في عمله و الأم مشغوله بصديقاتها و تلفازها و هاتفها ، و الأخوة عندما سقط رموز الأهل بسبب لامبالاتهم لم يعد هناك ما يربط الأخوة ببعضهم فالرحم قد زال فأي صلة باقية و أي قبول لأي سلطة من أي نوع قد انتهت بين الأخوات .
و في النهاية علاقة الشباب العربي بربه هي كمشوار لساعة أو اقل حسب متى استيقظ للذهاب لصلاة الحمعة لشيخ يأخذ ورقة ليقرأ منها خطبة قد استلمها من مديره ليلقيها على مسامع الناس ،
فقد الملقي المصداقية ففقد المتلقون الاهتمام .
اتمنى من الأهل أن تهتم بأطفالهم و مراهقينهم و شبابهم و يهتم المجتمع باحتواء هؤلاء و التوقف عن التطرف في تدليلهم حتى راينا ما راينا ،الأطفال لا تحتاج الى التدليل المادي بل تحتاج الى تربية ، تحتاج الى من يسمع لهم بدون القاء احكام عليهم و الا سيفرط عقدهم أكثر و أكثر و ستجدوا قريبا أجيال مشوهة و اكثر تشوها بسبب تشوه اباءهم و فوضى تربيتهم و تخيلوا الانحدار القادم قريبا .....
و قد بدأ الانحدار بالفعل بأسماء الأطفال .
-
احمد حازم - Ahmed Hazemباحث عن الحكمة wisdom seeker