اشعاعات ربانية في كنف الظلم
سميرة بيطام
لا تؤاخذني على تأخري في نقش اسم وحرف ومعنى..لا تعاتبني ان سرق الزمان مني وهج التمرد مثل ما فعلت في الماضي ،لكني حاضرة لأعزف ألحاني ولو تنوعت وحاضرة لأقول كلمتي ولو اختلفت وحاضرة لأجيب عن سؤال ولو بدى لي مبهما ، في حضن الظلم لا يتسلل مني الحق لأتوقف عن الابداع ،أبدا فأنا ازداد كتابة و لحنا وشعورا بمسؤولية الطرف الآخر الذي ينتظر ذاك الالهام ولو كان مختصرا، الأيام تمضي والقافلة تمر والعمر ينقضي و قد يبدو أنه لا شيء تحقق من أحلامي، هي رؤيتي الضيقة حاليا لو قورنت برؤية الغير من يرى العالم من زاويته الخاصة .
سكن فيه الماضي سنوات وقد أعجبتني لما قررت أن تنساه وتستمر في الابداع ، أليس هذا بجديد متجدد؟ اذا لا تنظر للقضايا من زاوية اللا ملموس بل انظر لها من زاوية ما قررته في حياتك في كنف الظلم الذي مضى وانقضى ، فهل تعرف لماذا انقضى ؟لأن ثمة اشعاعات ربانية لاحت على قلبك فهدأ ومسحت دمعك فتوقف ورسمت الأمل في قلمك فكتبته حروفا راقية أن الغد أجمل وأحلى ،أليس هذا تغيرا كبيرا في قرارك الذي تمسكت به في الأمس لما قلت أنه لن يتغير وأن الألم لن يبرحك ،لا أنت مخطىء في تقديراتك وأنت رهينة آلام الماضي لكني تفاءلت خيرا لما قررت وضع الماضي جانبا لتبدأ الحاضر بكثير من حسن الظن بالله ، جميله تلك الاشعاعات حين تلوح في أوانها رمزا ونورا ومعنى ودفئا يدغدغ مشاعر الخوف لديك فيبددها، فلا شيء يستحق أن تخشى منه سوى الله ،لأن الله رافقك وكان معك ولم يتركك تصارع الصعب لوحدك، هي هكذا سنة الحياة التي تبدا بالصعب وتنتهي باليسر ،فالبشر ليس لهم أي ولاء عليك ولا على مصيرك ولا على قراراك انما هم أدوات وأسباب فقط و ليسوا نتائج ، النتائج هي تلك الأمنيات والأحلام التي تمنيتها بالأمس وحصلت معك عراقيل لتفهم أكثر أنه ليس بالتمني تنال ما تريد، ومع الوقت والصبر والتحمل والاحتساب فهمت أن الله يؤخر لك ما تريد لأمر أنت لا تعرفه لكنك تشعر به حين تلوح لك اشعاعاته فتضمها في صدرك وتكون بذلك احتضنت الحلم وتنتظر أن تلمسه بأناملك في الواقع، أنت لم تعرف قيمتك بعد لكن الغير يعرفها ويخفي عنك حقيقتها لأنه يريدك أن تصل بنفسك لذاك المرتفع الذي تعبت لأجله ،هذا الغير قادر أن يختزل عنك المسافة والألم و الصعب لكنه معحب بثوراتك وصراعاتك ومعاركك فيريد أن يتعلم ما جهل عنه من لقطات التمرغ على أتربة صعبة..قد تسألني من أين لي بهذا التحليل فأقول لك أنه الهامك الذي عكسته بقلمك ووحي تصورك للغد ،انها اشعاعات الله التي تذيب عنا جليد الوهم فتسقطه وتكشف لنا حقيقة الحاضر بكثير من الابداع و الانتعاش والإحساس أن الله لا يضيع أجر من احتسب وصبر، في كنف الظلم لن يطول ما يسمى بالظلام والأسى، في كنف الظلم ترقد كلمات عابرة هي عبارة عن ملهيات و منغصات ومكدرات ولكن مع اشعاعات الله يتنحى ذاك التخلي والتصور أننا ضحايا للظلم ،صحيح نحن ضحاياه في البداية فقط لكننا ننتصر عليه في النهاية بشرط أن نواجهه ونتكلم معه ونخاطب الشر فيه و نقول له : ان الله ناصر عبده مهما طال الزمن..
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية