كتب: أمير مجلي 

كان الشيخ محمد والقس مينا يحبان بعضهما كثيرا جدا بمحبة صادقة من القلب، وكان يسكنان فى عقار واحد وفى نفس الطابق بل كانت شقة القس مينا ملاصقة لشقة الشيخ محمد.

وكانت زوجة القس مينا تحب زوجة الشيخ محمد وكان الإثنان يحملان أسما واحدا وهو مريم نسبة إلى السيدة مريم العذراء والتى كرمتها الديانتان.

كان أولاد الشيخ محمد يدرسون فى المدرسة التى يدرس فيها أولاد القس مينا ويدرسان بنفس العام الدراسى وفى نفس الفصل، وكانوا متفوقين علميا ورياضيا ويلعبان فى فريق الكرة بالمدرسة ويشاركان فى دورى المدارس، كانت مدرستهم تحصل على المركز الأول كل عام بفضلهم وبفضل تربية أبائهم الكريمة، وكل نجاح وتقدم هو نعمة وفضل من الله وبتوفيقه.

وكانت العائلتان تتقابلان معا فى الأعياد والمناسبات الخاصة والرسمية بإستمرار بل كانوا يتقابلون يوم الجمعة من كل أسبوع لتناول وجبة الغداء معا، وكانوا يتقابلون تارة فى بيت القس مينا وتارة أخرى فى بيت الشيخ محمد فى جو يسوده المحبة والمودة.

وكان القس مينا يصلى القداس يوم الجمعة صباحا ويلقى العظة على الجموع فى الكنيسة، وكان الشيخ محمد يصلى صلاة الجمعة ويلقى الخطبة على الجموع فى الجامع، وكان موضوع عظة القس مينا فى الكنيسة مثل موضوع خطبة الشيخ محمد فى الجامع، حيث تحدثا الإثنان فى نفس الموضوع وهو المحبة.

وذات يوم تعرض الشيخ محمد لضائقة مالية فسارع القس مينا بمساعدته كأخ وصديق له ففرح جدا الشيخ محمد وانتهت أزمته بالمحبة الصادقة والتعاون والتكاتف، وما أن إنتهت ازمة الشيخ محمد حتى رد الجميل للقس مينا بتقديم هدية ثمينة له ولأسرته.

وكانت فضائلهم وأعمالهم الرحيمة تشع نورا وبريقا وأملا فى الجميع.