ياسر عرفات في ذكرى موته - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ياسر عرفات في ذكرى موته

ما زال القاتل حراً طليقاً

  نشر في 08 نونبر 2016 .

في 11Nov.2004 خرجت علينا الفضائيات لتخبرنا بوفاة الرئيس الفلسطيني في ذلك الوقت ياسر عرفات ، و ذلك بعد خروجه مريضا إلى باريس لتلقي العلاج لمرض غامض أصابه و غير في وضعه الصحي ،ليتحول المرض في النهايةإلى وفاة .

كانت أول الإتهامات تشير إلى تورط الشاباك الاسرائيلي في حادثة القتل و ذلك عن ضريق وضع السم في الأكل أو الدواء الذي كان يصل إلى ياسر عرفات .

جميع الروايات في البداية كانت تصب في هذه الناحية ، و لكن الأمور زادت تعقيدا بعض الشيء ، فالمشفى الفرنسي كان قد أخفى الكثير من الحقائق ، و كان يدعي عدم معرفته بأسباب الوفاة .

أما على الصعيد الفلسطيني فقد تم تشكيل لجنة تحقيق و هذه اللجنة لم نعد نسمع صوتها و لا نتائج تحقيقها ، فقد كانت اللجنة تخرج علينا بأمور تستخف العقل الفلسطيني ، كأن تستنج أن السم تم إيصاله عن طريق شخص ما زار عرفات فترة الحصار أو بعده ، وهذا الشيء غير منطقي ،لأن عرفات كان أذكى من أن يأكل أي شيء يقدم إليه .

بالعودة إلى تاريخ فتح فإننا نجد أنها من أكثر الحركات انشقاقا ، و من أكثر الحركات كانت تعمل على تصفية من يعارضها ، و في تاريخ الثورة الفلسطينية نجد أن هناك الكثير من القادة تم تصفيتهم على يد الحركات الفلسطينية .

إن أسوأ ما أنتجته الثورة الفلسطينية ؛ جماعة المنتفعين الذين لا يبحثون عن وطن ضائع محتل من الكيان الصهيوني ، وليس هدفهم التحرير ، بل هدفهم مصالحم الخاصة التي تطغى على مصلحة الوطن و الشعب .

لم يكن عرفات مطلوبا إلى إسرائيل ، بقدر ما كان وجوده يزعج و يخيف الكثير من الفلسطينيين ، فلذلك لو كانت تريد إسرائيل قتله لفعلت ذلك كما فعلت مع أحمد ياسين و الشقاقي و أبو علي مصطفى دون خوف من أن تعلن أنها هي من فعلت عمليات الاغتيال ، ولكن في حالة عرفات الأمر مختلف تماما و بعيد عن التوقعات و الأفكار ، وقد تكون الحقيقة غير مقبولة للبعض الفلسطيني .

كان ياسر عرفات يمسك جميع أجزاء السلطة بيده ، ولم يكن هناك شاردة أو واردة إلا وتخرج من مكتب الرئيس أو تعود إليه ، هذا الشيء لم يعجب البعض فطالبوا بتقليل صلاحيات الرئيس ، ولكن هذا الشيء قوبل بالرفض في البداية ، لكن بعد عدة أشهر تم استحداث منصب رئيس وزراء .

تم اسقاط رئيس الوزراء الأول و الثاني ، و هذا الشيء كان مقصودا من عرفات ، بعد هذه الحادثة مرض عرفات ، و بعد فترة قصيرة رحل عرفات عن فلسطين .

رحل عرفات و مازالت فلسطين تحت سيطرة الاحتلال ، و منظمة التحرير كأنه لم يبق منها غير اسمها ، و أصبح الشعب يعيش تحت رحمة الراتب الذي أصبح هو القضية .

رحل عرفات و تم خلق واقعا جديدا لم يكن يقبل به ، و لكن هذا الواقع أصبح مفروضا علينا ، و هذا الواقع أصبح هو الحل الوحيد الذي يجب أن نقبل به ، لأنه ببساطة يرضي أصحاب النفوذ و الساسة .

رحل عرفات و مازال البحث جاريا عن القاتل ، الذي لن يتم معرفته في هذه الفترة لأسباب كثيرة .


  • 2

   نشر في 08 نونبر 2016 .

التعليقات

Dallash منذ 4 سنة
كلام سليم دام المداد
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا