دائماً ما كرهت التكنولوجيا حتى أنني كتبت دائماً و عبرت عن كرهي لها؛ ما هذا الاختراع الذي كانت سلبياته أكثر من إيجابياته. فبدلاً من أن يُقرب العالم من بعضه ساهم في زيادة الفجوة بين العالم حتى وصل الأمر إلي أنه فرق بين أفراد الأسرة الواحدة.
ذلك الاختراع الذي ساهم في نشر محتوايات تتنافى مع الأخلاق، و ساهم في نشر العداوة بين أفراد المجتمع، و ساهم في نشر الأفكار الغريبة و الشاذة.
و لا سيما كاميرات الفتوغرافيا؛ ما هذا الاختراع الذي جعل الانسان لا يرغب في الاستمتاع باللحظة بل يرغب في تصوير اللحظة. تعتبر كاميرات الفتوغرافيا من أوائل الاختراعات التكنولوجية التي تسببت في دمار حياة الانسان و جعل شغله الشاغل هو التصوير من أجل المتعة.
أو هكذا كنت اعتقد!
لقد كنت اعتقد ذلك إلي أن حدث ما لا أتوقعه. استيقظت في يوم على خبر وفاة أحد أعز الأشخاص على قلبي. كانت آخر مرة رأيتها فيها يوم حفل تخرجي من المدرسة. و اكتشفت أن ليس لدي صورة واحدة تجمعني بها.
و هنا أدركت الجانب الايجابي للتكنولوجيا و الفتوغرافيا، و لأول مرة اعترفت بأهمية التطور التكنولوجي. و أدركت أن ليس بالضرورة يكون التصوير من أجل المتعة ولكن ربما يكون من أجل الذكرى.
و تذكرت كلام الفنان المصري "محمد مهران" في المسلسل المصري الشهير "أبو العروسة-الجزء الثاني" عندما قال أن الصورة هي لحظة يقف عندها الزمن و تصبح ذكريات.
فالتقاط الصورة أو الفيديو هو وقت يقف عنده الزمن من أجل تكوين ذكريات جميلة. فمن ايجابيات الفتوغرافيا أنها تساعد الانسان على تذكر أوقاته الجميلة، أو تذكر الشخصيات العزيزة عليه.
لقد اعطتني الحياة درساً كبيراً و هو التقاط الكثير من الصور مع كل من أحبهم قبل فوات الأوان، علمتني أن لا مانع من التقاط على الأقل صورة أو صورتين ثم الاستمتاع باللحظة.
التقطوا صور و فيديوهات قدر ما تشاءون فالفتوغرافيا ليست سلبية إلي هذا الحد الذي كنت اعتقده...
رحم الله كل من فقدانهم...
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية