بئر النجاة
عندما تطارد مجموعة من العادات و التقاليد احداً لا يحبها يهرب منها بكل قوته محاولاً الطيران ، ليتحرر من فكر تكون على مدار مئات السنين .
نشر في 02 يوليوز 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كنت سعيدة جداً لمعة عيناي تكفي لإظهار تلك البهجة ، لقد حصلت على علامة جيدة في الثانوية و جاء العديد من المهنئين الذين تملأ المودة قلوبهم ، كان امراً رائعاً أن انجح سأبدأ في رسم حلمي بريشة النجاح على لوحة الحياة .
( لطالما حلمت أن اصبح رسامة كبيرة ، لم اكن اعلم أن الرياح قد تأتي كما لا تشتهي سفينة أحلامي )
تصرخ امي منادية : رنا تعالي بسرعة يريد اباك التحدث معك ، اسرعي .. هيّا.
دخلت الى غرفة الجلوس لم اكن اعلم لماذا يطلب التحدث معي ظننت بأنه سيقوم بتهنئتي بتلك المناسبة المميزة .
ابي : في الحقيقة لم اتوقع منك النجاح أبداً و لو لم تصّر امك على إكمال دراستك لما اكملتها لك ، و الان حان الوقت لأن تذهبي إلى بيت زوجك ابن عمك انتظرك سنة كاملة .
شعرتُ بخنقة في عنقي و قد سقطت دمعة من عيني لا ادري اذا كانت على المقطع الاول من حديثه ام الثاني ، ثم إني لا حيلة لي لمواجهة رجلٌ يقدس العادات و يكاد يعبدها مثل ابي ، كان هناك رد لم اصدق أنه خرج مني (بصوت متقطع ) : ابي انا لا اريد أن اتزوج ، اريد أن ادرس الفنون .
قال ابي بصوت متعجرف :لقد صدقت نفسك يا حمقاء ، إنك تغضبينني كلمة اخرى و سأدفنك وانتي حية .
خرجتُ مسرعةً من غرفةِ الجلوس و انا اشعر بسكينٍ داخل قلبي يقطعهُ بوحشية ، و بعد لحظات دخلت امي إلى غرفتي و قالت : كيف تقومين بالرد على ابيك هكذا ، إنني مخطئة لاقناعه بإكمال دراستك ، عليك أن تحمدي الله على هذه النعمة لم ادخل حتى الابتدائية و لم امسك قلماً في حياتي ، إن و الدك كان متساهلاً معك و لكنك لا تستحقين هذا الدلال .
لم يكن جوابي إلا بضعة كلمات : سأذهب إلى بئر الموت .
قالت امي بصوت منخفض : اعيدي كلامك هذا هيّا ارفعي صوتك ليأتي ابوك و يقتلك .
لم اجب فقط بكيت بحرقة طفلٍ مات ابويه و بقي وحيداً لا أحد يسمع نحيبه و لا حتى صوت غصات قلبه ، بدأت برسم القرية لا ادري من اي جانب ربما من الجانب المظلم الذي رأيتها فيه منذ أن بدأت ادرك قوانينها المتخلفة ، ارسم باللون الاحمر لون دماء أحلامٍ في مقتبل عمرها ، احرق و احرق كل جزء من تلك القرية النيران تشتعل في كل مكان لا همس يشير الى الحياة .
علقت اللوحة في منتصف القرية حتى يراها الجميع ، و ذهبت الى بئر الموت كما يسمونه؛لأنه كانسبب مصرع العديد من الشباب و الفتيات ، رأيته في نظري بئر نجاة لجميع اولئك الأشخاص و لي أيضاً ، انظر إليه و انا بداخلي يقين كامل أنه ممتلئ بالأحلام و الأمنيات ، و كنت متأكدة أن أحد الفتيات مثلي ستأتي الى هذا البئر و تراه ملجأ لأحلامها ، هاربة من حياةٍ الجحيم يعيش فيها .
وداعاً يا عالم الأحلام الذهبية و داعاً لكل صباح مشرق افسده ابي بعصبيته و داعاً للكلام الذي رددته امي تشككت بعدها بالامومة لديها ، وداعاً الى ابن عمي الذي يكون ابي ملاكاً بجانبه و داعاً للجميع و اراكم بالجحيم يا حمقى .
انتهت ..
( كانت مجرد قصة يا اصدقاء ، ربما حدثت في مكان ما و قد تحدث في جزء صغير من هذا العالم الكبير ، في كل مرة يمكن أن يختلف بئر النجاة هذا ولكن تبقى النهاية كما هي ، اتمنى أن لا يكون هناك وجود لأولئك الأشخاص و أن تكون تلك العادات قد انقرضت ، حتى لا يكون هنا وجود لأحلام قد تتسرب لبئر الموت )
الاء بوبلي .
-
آلاء بوبليفي داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.
التعليقات
والكثير من الفتيات تكون هكذا نهايتهم للاسف...
بالتوفيق صديقتي
ابدعت حقا .. دام ابداعك .