ايها التاريخ : ما اظلمهم ! البسوك اثوابا ما لبستها قط ، وغيروا ملامحك بمساحيق الكذب والتزوير .لتشبع  شهواتهم ! فتكون ليلةً للسياسة وليلةً للإقتصاد وليالٍ اخري  لمن يريد !ايها التاريخ : وجهك البريء اختفى واصبح وجهاً متلوناً خادعاً مليئاً بالكذب والمبالغات ! ألم يقوى رجل من رجالاتك أن ينصفك ويظهر ملامحك الحقيقيه ؟ربما كنت سيء الحظ  .كلما ارتفع صوت للدفاع عنك اصمتوه اما بالتهديد او السجن او الإتهام بالزندقة ؟ لكنك ايها التاريخ طويلٌ وعريض وعميق كيف غلبوك ؟ كيف خططوا ؟ من المسؤول ؟ انحاسبك على هذا التزوير والغفلة ام نحاسبهم ؟ من نحاسب ؟ بمن نبدأ ؟

(ويل للتاريخ من المؤرخين) كتبها الكاتب العبقري عباس العقاد  في كتابه (أنا) عندما كتب عن نفسه وكيف يراه الآخرين .عندما قرأت هذه الكلمات ، عزفَتْ لحناً من الشك داخل روحي ، فبدأت اغني اغنية البراءة للتاريخ ، التاريخ عجينة طرية يشكلها الناس كلٌ حسب ما يحمله من قناعة وفكر ، لكن أليس من يشكل التاريخ هو من يكتبه ؟    نعم لكنه لا يملكه ،التاريخ حق لمن يبحث فيه ويبرهن على وقائعه بما يتناغم مع تسلسل الأحداث وعقلانيتها ، فكل ما نريد اثباته بالبراهين نستطيع اثباته ، نعم هو كذلك ،

نعيش خطوط الحياة المختلفة فيرى كلٌ منا ما يتوافق مع ما في داخله من معتقدات وظنون ونتقاطع في احداث التاريخ ورواياته ، كل منا يريد ان يثبت ما يريد والعجيب انه يستطيع ! 

لست ترى التاريخ كما أراه .ولن أرى التاريخ كما ترى ،كل ما في الأمر أن اقبلك وتقبلني ونعيش في هذا الكون الفسيح بسلام واطمئنان ونعلم يقيناً اننا جميعاً وبلا استثناء على حق .خلقنا لنعيش ونسعد ونطور ولم نخلق لنثبت صحة التاريخ او خطؤه ، 

التطور ثم التطور ثم التطور نعلم جميعاً أنّا خلقنا لنعمر الكون ونطوره فلنتحد وليكن هذا قائدنا ولنعلم ان التاريخ دائماً يسير حسب ما يعتقد كاتبه ، فليس للتاريخ كاتب ان الاحداث هي من تجعل الكاتب  يكتب التاريخ  

اتساءل ايها التاريخ :ماذا سيكتب المؤرخين مع وجود هذه الثورة التكنولوجيه .هل سيجرؤ احد على تغيير ملامحك ؟