أن تكون عاطلا عن العمل تحدي لمرحلة جديدة في حياتك
فمثلا ، العمل الحر يتيح لك التفكير بشكل مختلف و من زاوية أخرى ، ليس فقط للسوق الذي تعمل فيه و لكن أيضا لإمكانياتك و المهارات التي تتمتع بها
نشر في 28 أبريل 2017 .
لا يوجد أحد منا لا يرى التغييرات السريعة في مجال سوق العمل ، شكله ، أولوياته ، لقد أصبحت مختلفة عن ذي قبل ، عما اختبره آبائنا ، بل مختلفا عن بضع سنوات ماضية .
إن الحالة التي تفرضها ملامح سوق العمل الآن تتطلب تغييرات في مواصفات الباحثين عن العمل و كذلك متطلبات العارضين لفرص العمل .
قديما كان النجاح في العمل يقاس بأشياء ملموسة مثل بيوت كبيرة أو وظائف بمرتبات ضخمة، أو سيارات فارهة بالطبع هو حق لكل إنسان و لكن التحديات الاقتصادية أثرت على أولويات الأفراد واهتماماتهم .
عندما تغير سوق العمل يجب أن يتغير الباحث عن وظيفة ، فلم يعد البحث عن عمل يتطلب منك العديد من الشهادات أو عدة لغات أو حتى الخبرة الكبيرة في مجال العمل ، و لكن أكثر ما تحتاج إليه هو مهارات التواصل و التعامل مع فريق عمل و العمل تحت ضغط و إنشاء إتصالات مختلفة ويحدث ذلك عندما تغير من أولوياتك القديمة من العثور على "وظيفة" مستقرة براتب ثابت إلى إبتكار وظيفة تسد إحتياجات العمل و تكون إضافة في السوق .
فمثلا ، العمل الحر يتيح لك التفكير بشكل مختلف و من زاوية أخرى ، ليس فقط للسوق الذي تعمل فيه و لكن أيضا لإمكانياتك و المهارات التي تتمتع بها ، و معرفة نقاط القوة و الضعف لديك ، فعلى الرغم من التحديات الصعبة في العمل الحر إلا إنه يتيح لك تحقيق نمو ليس فقط على مستوى حياتك المهنية و لكن أيضا في حياتك الشخصية و الإجتماعية .
إن العمل الحر ليس سهلا و يحتاج للعديد من المهارات مثل ضبط النفس والقدرة على التخطيط و تنظيم و ترتيب الأولويات و العمل تحت ضغط و في أوقات مختلفة من اليوم والمتابعة المستمرة للجديد في السوق و فهم رغبات و احتياجات العملاء ، فإن العمل الحر هو ثقافة و أسلوب حياة يومي ، فأنت تقوم بكل شئ و مسئول عن كل تفاصيل عملك ، وبقدر الجودة التي يتمتع بها فستحصل على المقابل المناسب ، بينما في حياة الوظيفة فأنت تقوم بأداء أشياء محددة مقابل مرتب ثابت ليس لديك أي فرصة للإضافة أو التعلم أو حتى فرصة حقيقية للحصول على دخل مادي مناسب لجهدك ، لذلك إذا قررت أن تنتقل إلى مرحلة العمل الحر فعليك أن تقبل التغييرات التي ستحدث لحياتك .
هل أنت ممن يكرهون التغيير؟ بالتأكيد جميعنا نكره الأحداث المفاجئة و التي تجبرنا على أخذ طرق أخرى في حياتنا، و لكن هل حياتنا ثابتة طوال الوقت ؟ بالطبع لا ، فإن حياتنا تمر بالعديد من المراحل و التي تتغير فيها شكلا و موضوعا ،نغير من إهتماماتنا و أفكارنا و أولوياتنا طوال الوقت ، أنه جزء طبيعي من هذه الحياة ، لذلك فإن فقدانك العمل أو عدم إيجاد لعمل ثابت و مستقر قد يكون شئ كبير و يسبب الإحباط والألم لكنك ستتعافى منه عندما تتمكن من الإستفادة من ذلك الوقت في الإستثمار في نفسك بدلا من تضييعه في دوائر مغلقة من البحث عن عمل تقليدي لا يضيف لك شيئا .
فالكثير من الناس تتقوقع في حياتها المهنية وترفض بذل أي جهد للتغيير و هذا يحدث عندما يكون الإنسان داخل منطقة الراحة ، في مهنة مستقرة ليس بها مخاطرة ، وبذلك يعتقد البعض أن الوقت قد فات و أنه من السيئ أن تبدأ حياة مهنية جديدة ، خاصة و إن كان لديك العديد من الالتزامات المادية .
و لكن لا تخش ذلك ، فالبدايات جديدة صعبة بالتأكيد ولكنها هامة في حياتك فهناك الكثير من الفرص والعمل خارج منطقة الراحة الخاصة بك ، إذا تعاملت بذكاء مع الفرص التي تأتي إليك و إستطعت استغلالها ، فالتغيير أحد أهم سلوكيات الناجحين ، و من الطبيعي أن وقت ما من حياتك ستجد أنك مطالب بالقيام من اجل انقاذ مستقبلك ووضعه على الطريق الصحيح .
حتى تتمكن من ذلك عليك أن تختلط مع الواقع وتنظر أزماتك بشكل مختلف عن ذي قبل ، ربما تعتقد أن الحياة و أي موقف أنت فيه هو دائم و يحدث للجميع ، و لكن التغيير موجود و يحدث أسرع مما تعتقد .
أن تكون عاطلا بلا عمل ليس سيئا خاصة في ظل الاقتصاد القائم على حرية السوق ، ولا تتعجب من ذلك ، فليس مطلوب أن تكون موظفا مثاليا بقدر أن تكون مبتكرا و لديك مهارات و معارف مختلفة ، فاقرأ في المجالات التي قد تفيد حياتك المهنية، إذهب للتطوع أو التدرب وكأنها معرفة مجانية بالمهنة التي ترغب فيها ، تعامل بمرونة أكبر مع التغيير و حاول قراءة الفرص المختلفة و استفيد منها .
عليك أن تعلم أن تعيش بحياة مهنية واحدة فقط ، سوف يكون معضلة كبيرة بالنسبة لك ، في حالة أنك خرجت من هذا العمل تحت أي ظرف لا يمكن أن تكون حياتك المهنية في أوائل العشرينات نفسها في الثلاثينات ، فالشخص الناجح حقا لا يخشى التغيير الذي سيضيف له في حياته على المستوى الشخصي وعلى المستوى المهني .
-
Nadia Fawzyمحرر إقتصادي -- أكتب في مجال التنمية الإقتصادية و الثقافة المالية
التعليقات
مقال رائع .
بالتوفيق .