هناك دائما شئ فى الصدر يدق بابنا مع بداية كل امر جديد فى حياتنا عمل جديد ، حب جديد ، مقابلة شخص لاول مره... وحينما نكون مقبلين على شئ ايضا فإن هذا الشئ وكأنه اما يدق جرس الحذر او يعلن الراحه النفسيه.
ولعل هذا الاحساس هو سبب الحيرة التى نقع فيها عند اخذ قرار لشئ ما فأحيانا يكون الامر ميسورا امامنا وجميع السبل ممهدة ولكن تكون هناك غصة تحدث فى الصدر تجعلنا نشك فيما هو آت ،وغالبا بل دائما ما يكون هذا الشعور صحيحا فكثيرا ما نتجاهله ثم ندرك فى النهاية انه كان على حق ولكننا نصدق ما تراه أعيننا ولا نكترث له فنصمته ونغلق عليه حتى لا يخرب لنا لذة الحياة التى نعيشها ، تلك اللذة التى تتحول فى النهاية الى ذكرى سيئة نندم عليها سنين لمجرد أننا لم نسمع لصوت القلب هذا ، فهو دائما صادق يرى أشياء لا تراها أعيننا فالعين تنخدع بالظاهر ولكن القلب يرى الباطن فهذه هى البصيرة...
كنا نسمع اسلافنا ينعتون الشخص الذى يقع فى الاخطاء بأنه "اعمى القلب" لأنه اذا كان قد دله قلبه واحساسه للصواب ما كان ندم على خطأه ، وهذا ان دل على شئ فإنه يدل على ان الانسان كلما كان صالحا كانت بصيرته اعلى وتنطبق عليه الجملة الشهيرة "قلبه دليله" .
احيانا نشعر بانقباضة صدر عند الشروع فى امر ما فهنا يهتف القلب وينذرك ان تبتعد عن هذا الطريق ولكنك أسرت احساسك هذا واحطته بجيش من الاوهام التى قد تطمسه الى ان تثبت مصداقيته وتقول ياليتنى كنت رحلت منذ انقباضة صدرى الاولى .
ولعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم « استفتى قلبك ولو افتاك الناس» يعد امرا بأن نتبع ما يمليه علينا احساسنا الداخلى لكى لا نندم ولأن الحياة مليئة بالقرارات الصعبة فعندما تريد اخذ قرار مصيرى أغلق عينيك واستفتى قلبك فان حذرك احساسك من شئ ابتعد على الفور وصدقه فهو على حق دائما .
-
دعاء عادلالكتابة افضل اسلوب للتواصل مع عقول الاخرين