أنف " الشعيْبِيَّة '' يتهشم بين مطرقة الواقع وسندان الامتيازات - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أنف " الشعيْبِيَّة '' يتهشم بين مطرقة الواقع وسندان الامتيازات

  نشر في 14 أبريل 2016 .

هي حلقة أخرى من حلقات " الكُوبْــلْ " تقدمها هذه المرة " دونيا بوطازوت " أو " الشعيْبِيَّة '' منفردة في شكل " صـــــــــورة / رسالة " وليس كحلقة متلفــزة . تظهر مستلقية على فراش " الموت " تحمل بين يديها وفوق صدرها مصحف قـــــرآن . بعد ضربة تلقتها على مستوى الأنف في تبادل ضرب بينها وبين مواطنة شابة إسمها '' خولة '' .

بالتأكيد الوقت ليس رمضان ، والكل يعلم أن مجرد ضربة على مستوى الأنف لا تـُطرح الفراش . لكن " الشعيْبِيَّة '' تعمدت ذلك بهدف الزج بالشابة " خولة '' في غياهب السجون . واستغلت مزيج " النزُوقِيّة " مع " كبُّورْ" وكذا ألاعيب تجــــار الديـــــــن . لترسل هذه " الصورة / الرسالة " . تظهر فيها ورعة حاملة للقرآن و درويشة مقهورة ملقاة على سرير المرض و مظلومة تعرضت لاعتــــداء ... عساها تثير شفقة " القضـــــاء " غير النزيــــــه لينحاز الى جانبها .

والحكاية من البداية كانت يوم الاثنين 11 أبريل 2016 بمقر جماعة سيدي مومن بالبيضاء . حين دخلت " الشعيْبِيَّة '' رافعة رأسها لا ترى في المواطنين ـــ المغلوبين على أمرهم بهذه الادارة العمومية والمصطفون في طابور الانتظار الطويل ـــ مجرد ذُباب أو بعوض . حيث تجاوزت الكل من دون أي احترام لأحد . دخلت مباشرة عند الموظف المكلف بالوثيقة التي كانت تريـــد . مما اضطر الشابة '' خولة '' الى الاحتجاج . فقام العراك والتشابك بالأيدي وتبــــــــــــــــــادل الضـــــرب بين الطرفين .

فكما عبرت في هذه النازلة " الشعيْبِيَّة '' على مستواها ــــ وقبل ذلك مرات ـــ . لا يهمها أن تكون قدوة ولا رسولة تحمل قيــــم المواطنة و ثقافة التنوير والتقدم والتنمية ....سواء في المجال الفني أو في الواقع اليومي...

الفنانة " الشعيْبِيَّة '' كما تتبعتها تسعى مع زميلها " كبُّورْ " فقط أن تنقل الواقع كما هو بحذافيره و بتفاصيله المملة دون أن تنتقده أو تحاول أن ترسل إشارات لتغييره . والجمهور يضحك مع " الكُوبْل '' عادة ليتسلى ويقتل الوقت مع آذان المغرب خلال شهر رمضان .

فهذه الفنانة لا تهتم سوى بجمع المال الذي يُنفق بكرم حاتمي ؛ على المقربين من دائرة تلفزيون يُمول من جيوب المواطنين . و يميز بشكل مقيت بين / المحظوظ "ة" والمغضوب عنه"ا" / من الفنانين والفنانات .

" يَتْعَلمُون لحْسَانَة بْلَا مُوسْ بْلَا مَاء فِي رؤوسْ شعب اليتامَى " .

فبقدر ما أضحكتنا هذه " الشعيْبِيَّة '' هَجْرَاتُو لِينا اليـــوم حين كشرت عن وجهها الحقيقي . لتظهر كمتعالية متخلفـــــة لا تحترم حتى دورها في المرحاض العمومي فبالأحرى أن تقدم نموذجا لفــــن بديل يسعى الى التغيير والتجديد والتوعية بالقضايا الشائكة للمجتمع . فهل ينتظر الجمهور من هكذا شريحة ــ نسبة للشْرِيحَة الكرمُوسْ ــ من الفنانين/ات أن يثيروا ملفات ساخنة كتهريب المال و" وثائـــــق بنمــــــــا" وخنق الحريات وحصار الجمعيات الحقوقية الجـــادة والاعتقال السياسي وملف العطالة والسكن والصحة والاساتذة المتدربون ....؟؟؟

" المواطنة " يا " الشعيْبِيَّة '' أن تحترمين الآخـــر وتقرِّين في دواخلك بأن لا فرق بينك وبينه سواء بسبب الجنس أو اللون أو الأصل الاجتماعي أو الدين أو اللغة أو الثروة ....

فكثيرا ما تقع المشاجرات أثناء خرق نظام الصف بالإدارات والمطاعم والشركات والمدارس ...في بلدنا ، من طرف الرعايا الأوفيــــــاء للتخلـــــف من أمثال " الشعيْبِيَّة '' الذين يشعرون بالتعالي وأنهم فوق الجميع . فلا يكترثون باحترام المواطنين الملتزمين بدورهم في طابــــور تسديد فاتورة ما أو الحصول على وثيقة إدارية أو غير ذلك . وللأســــرة الفنية نصيب وسط هذه الطينـــــة المتخلفة . خصوصا أولئك الذين لا يفكرون مطلقا في تغييـــر الواقع ويكتفون في أحسن الأحوال بنقله وتكريسه دون أن يُجهدوا أنفسهم حتى في تفسره . والنموذج سلسلة " الكُــوبْل " .

نتذكر جميعا قبيل انطلاق الانتفاضة الشعبية المجيدة '' حركة 20 فبراير '' وفي أوجها كيف شارك جل الفنانين/ات دفعة واحدة كالقطيــــع في إشهار لشركة " الضحى " التي أغدقت عليهم المال بكرم . كي لا ينحازون إلى صف المطالبين بقيـــــــــــــــــم " الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية " . القيم والمبادئ التي لا زالت ترفعها الحركة . وكذلك فضيحة المأذونيات " لڭـْرِيمات " اللاتي منحت كرشاوى لفنانين وفنانات ك "منى فتـــــــــــــو" و" محمد المزكلدي" و" لطيفة رأفت " وغيرهم . لتجندهم دولة الفساد والاستبداد ك " عَيَّاشــَــة " يدافعون عن '' ملحمة المغرب المشرق " ضدا على تغييـــــر واقع القهر الذي يرزخ تحت وطأته الفقراء .

كل التضامن مع الشابة " خولة " . ودعوة لكل المحامين رجالا ونساء أن يؤازروها . من أجل '' المواطنة '' وضدا على " تْبُـــوحِيط " " الشعيْبِيَّة ''.

ـــ عبدالمالك حوزي ــ



   نشر في 14 أبريل 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا