ناتينياهو إرحل
الإنتفاضة الثالثة
نشر في 15 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عرفت الساحة الفلسطينية مؤخرا مجموعة من الأحداث الساخنة التي تفرح بها وسائل الإعلام من قنوات إخبارية و جرائد إلكترونية، لتحقيق مزيد من الرواج أكثر منها حرقة على مصلحة الشعب الفلسطيني أو غيره.
تفاعل كبير في الأوساط الإعلامية و الشبكات الإجتماعية
مما أثار انتباهي البارحة و أنا أتابع تفاعل عينة من الأشخاص مع منشور عن رأي أحد الأصدقاء في موضوع الساعة، أثار انتباهي رد أحدهم على سؤال مضمن في تعليق يشكك في جدوى الهجومات بالسكاكين، هذا الرد مفاده أن هاته الهجمات من شأنها أن تخرج "الإسرائليين" للشارع و الإطاحة برئيس وزرائهم.
السفر عبر الزمن
بمجرد قراءتي لهذا التعليق طارت بي آلة الزمن 4 سنوات للخلف، لأتذكر الأحداث التي مر بها وطننا العربي آنذاك، بالضبط حين كان المصريون في ساحة التحرير، و التونسيون يحتفلون بفرار زين العابدين بنعلي، و كان حلم عدد كبير من العرب آنذاك أن يصير الحال في بلده مثل تونس، و ربط معظمهم حل كل المشاكل برحيل رأس السلطة في البلد.
سقوط الأسطورة
لكن بعد فرار زين العابدين، و تنحي مبارك و صالح و مقتل القذافي، هل فعلا انصلح حال البلاد؟ يقال أنه بعد عملية جراحية يلزم فترة نقاهة، هاته الفترة قد تستغرق شهورا و قد تستغرق سنوات، لكنه في بعض الأحيان قد تستمر إلا ما لا نهاية كما أن هاته العمليات قد لا تؤدي دورها و تخلق أمراضا و أعراضا جديدة و قد تنحج فعلا العملية لكن إن لم يعالج أصل مسببها فإن الأمور قد تعود كما كانت أو أسوأ.
شعوب مختلفة
راهن العديد من العرب خلال الإنتخابات الرئاسية الأمريكية سنة 2004 على خسارة بوش خسارة كبيرة إثر توريطه أمريكا في الحرب -أو بمعنى أدق العدوان- على العراق، لكن صناديق الإقتراع أفرزت غير ذلك، معلنة تمسك الشعب الأمريكي بالرئيس الحاكم آنذاك.
لست خبيرا سياسيا، و لست على دراية بخبايا الشعب "الإسرائيلي"، لكن هناك تشابها كبيرا بين عقلتهم و عقلية الشعب الأمريكي، مهما كبر اختلافنا معهم عقائديا و إيديولوجيا إلا أننا لا يمكن أن ننكر إعجابنا بالإنجازات الكبيرة التي حقوقها و لو على حسابنا، باجتهادهم و حرصهم على إفادة "أوطانهم" أكثر من حرصهم على ما يقدمه "وطنهم" لهم.
نموت نموت و يحيا الوطن
هذا الشعار تردد كثيرا خلال تظاهرات "الربيع" العربي، لكن السؤال الذي يحيرني : إن نحن متنا فلمن سوف يحيى هذا الوطن؟
و هاته أيضا نقطة اختلاف جوهرية بين شعوبنا و بين الشعب اليهودي، الذي هاجر للاراضي المحتلة ليعيش و يستمتع فيها و ليس لكي يموت فيها، و هاته النقطة تراهن عليها المقاومة الفلسطينية المسلحة كثيرا.
هل نستسلم للهزيمة ؟
قضية فلسطين هي قضية أمة و ليس قضية فقط الشعب الفلسطيني، لكننا من مكاننا لا نستطيع أن نحكم على الوضع هناك، فالكل تأخذه الحماسة عند انطلاقة كل انتفاضة و يجاهد قدر الإمكان بمتابعة الأخبار ليل نهار أمام القنوات الإخبارية، و الصحف سواء منها المطبوعة أو الإلكترونية، و كذلك الشبكات الإجتماعية و مشاركة "إنجازات" الشباب الفلسطيني، دون أن نسيان شريط البكاء التي يتجسد في إبراز مدى وحشية العدو و هو يرد على الهجمات الصغيرة البسيطة -في شريط البكاء لا تبقى إنجازات تقض مضاجع العدو - .
لكن ماذا عن الشعب الفلسطيني الذي يعيش هناك تحت جحيم الحرب ليل نهار ؟ هل كله راض عما يحدث؟ هل كله يؤمن بحمل السلاح ؟ أم أنه يريد أن يتعايش مع الوضع ؟ هاته الأسئلة لن أجيب عنها لا أنا و لا خبير الجزيرة من أستراليا، فقط المواطن الفلسطيني الذي يعيش هناك هو من يستطيع التعبير عن موقفه.
-
ضياء الحق الفلوسطالب علم في مدرسة الحياة. مولع بسباقات الطريق مولع بالبرمجيات و مسابقات البرمجة و التكنولوجيا الحديثة. مولع أيضا بالتدوين والرسم والتصوير.