التواصل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التواصل

بين الشاشة و الواقع

  نشر في 04 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

فمن منا ليس له حساب على مواقع التواصل الاجتماعي ؟

فمن منا لا يتوه بين جدران أصدقائه و يعرف أخبارهم من منشوراتهم ؟

ففن التواصل الذي يدرس في دول غيرنا عميق و جميل، كيفية الحديث الايجابي للناس، كنوع حر ممزوج بالإنصات و التمعن أي التركيز، فن إلقاء الكلمة لتصبح درسا جميلا يعجب و يشد السامع ليصبح منصة، فإدمان مواقع التواصل الاجتماعي، أي العالم الافتراضي، يعتبر آفة كبيرة، ففي اليابان هناك مصحات لعلاج إدمان تلك المواقع.

تلك القرية الصغيرة التي تجعل من المعلومة سريعة، فيتواصل الأوروبي مع الأفريقي و الأسيوي مع الأمريكي، هذا العالم الذي غير مفهوم الخبر.

سأبدأ بالناحية الايجابية، أولا أصبحنا قادرين على البوح و الكلام، بل إدلاء أرائنا في أي موضوع، لكثرة المواقع و سهولة الكتابة، كل له حائطه أو ثورته الخاصة، يكتب ما يراه صحيح حتى و لو شارك معلومة لصديق، فيصبح له وجهة نظر، مع سهولة التعليق على بعض الأحداث، كما يوجد طرق لربح المال عن طريق الخدمات، أو مثلا الكتابة أو عمل صور أو فيديوهات، تتحدث فيها عما تراه منكرا أو جميلا، لتجمع أكبر عدد من المتفرجين أو المعجبين، فتعمل على قناة أو صفحة، كما تسهل الشهرة على بعض الناس الذين يبحثون عنها، لأن مع المشاركة يصبح الموضوع قريبا من كل الناس، ثم الخدمات التقنية و البيع عبرها، هنا شركات كثير تبيع عبر مواقعها ملابس و حواسب ... إلخ.

يسهل في الخرائط ملاحظة الناس، أفعالهم و نشر بعض الردود على أي شيء شاد أو عاد، هنا يسهل التحكم فينا أو فيما نريد، لأرجع إلى الجهة المظلمة لنفس القرية، عالم القرصنة و عدم مراجعة بعض المواضع، كما أنه يصبح إدمانا قويا يسيطر علينا، فيصبح الشخص مرتبطا بالحاسوب أو الهاتف، يرى العالم كيف يصفونه له، كما أنه أصبح وسيلة لنشر بعض الفضائح التي لا تمد للمروءة بصلة، هنا يصبح الفرد مجهول الهوية يتبع شهوته التي تدمره، لا يتواصل مع الواقع، و لا يرى الناس إلا عند انقطاع البت عنه، فيصبح أكبر عائق لدينا هو ذاك العالم.

لما لا يصبح هذا العالم، وسيلة لإيصال المعلومة، أو تعلمها فيسهل علينا الكثير، لما لا يفهم الشباب أنه وسيلة و ليس غاية، أداة للتواصل ليس هدفا، لدينا حق بنشر الكثير من الإنجازات أو الاحتفالات، فلماذا يصبح العزاء و المباركة من وراء الشاشة ؟ لا نعلم إن كان حزينا أم سعيد، لما لا نخرج لتخرج مشاعرنا التي نكبتها، فنتواصل بالعيون و الأيدي ثم الكلام، نحس بعضنا، هنا نلمس الواقع، و نفهم إحساس الأخر بنا.

لنجرب تجربة جميلة، مثلا نحن في مواقع التواصل، يمكننا الحديث مع عشرة أصدقاء في نفس الوقت ثم الاستماع إلى الموسيقى، رغم أن العشر يتكلمون معنا في مواضع مختلفة عن بعضها، لنضع كل هذه الأحداث في الواقع، هنا يعجز العقل عن استيعاب الضجيج المترتب عنه، لنقم بتجربة أخرى نعمل على تخصيص ساعة في اليوم للتواصل الحقيقي، بل التكلم في مواضيع تهمنا، نتكلم عن أهدافنا، رسالاتنا، انتماءاتنا، ما نحب و ما نكره، هنا يبدأ التواصل الحق الذي نغني فيه أفكارنا، و نستفيد من تجارب الأخر، لنصل إلى التطور يجب أن نتواصل، لنصبح ناجحين يجب أن نتواصل.

سأتحرر من ثوب العالم الافتراضي، فسبب ظاهرة علاقات المراهقين بالمراهقات، هي عدم تواصل الآباء مع الأبناء، عندما تصبح الفتاة غير قادرة على الوعي بمجموعة من مشاكلها التي تراها عالمها، و الكبار ينظرون لها باحتقار، لبساطتها، هنا يأتي الاختلاف بل يصبح تخلف، هنا تبدأ العلاقات كصداقة لتفريغ بعض المكبوتات، ثم حسب الأفلام و المسلسلات يزيد لتصبح حبا جنسي، فيا فضيحتاه بعدها، لما لا يتواصل الأب مع ابنه نصف ساعة في اليوم، يتكلم أو يلعب معه، يخرجان معا للقهوة، للحديث عن أي موضوع، ليقوي شخصية الابن و يعالج بعض مشاكله كصديق و أب، كذلك بالنسبة للبنت مع أمها، هنا الحل.

عندما تجد البنت من تصغي لها، لن تحتاج لمن يصدمها، فلنتواصل خارج نطاق العالم الافتراضي، نتواصل في الواقع.


  • 1

   نشر في 04 ماي 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا