إعتذارٌ.. لكُلِّ طفلٍ
نشر في 22 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يُخلق الأطفال بصفات فطرية.. إيجابية طبعًا،
والبيئة من حولهم تكون "غالبًا" مسؤولة عن إبراز هذه الصفات وإحيائها وإنمائها أو قتلها في مهدها.
الوالدان، الأسرة، المعلمون.. أو البيئة حولهم بصفة عامة أحيانًا بقصد أو دون قصد يقتلون الكثير من الصفات في أطفالهم..
وعلى الطفل عندما يكبر إعادة بناء هذه الصفات في نفسه من جديد.
الحقيقة أنه في كثير من الأحيان لا ينتبه الطفل أو المراهق أو حتى الراشد.. لإعادة البناء أصلًا، لأنه يعتقد أن تلك الصفة السلبية متأصّلة ومتجذّرة فيه، وأصبحت جزءًا منه ومن شخصيته.
إعادة البناء ليست مهمة سهلة بالتأكيد..
مهمة صعبة جدًّا أن يعيد بناء ثقته بنفسه..
أن يعيد بناء مبادرته.. حبه للاستطلاع.. للسؤال..
الأسئلة وحدها "حكايتها حكاية!"
من دون شيء الحياة صعبة على الإنسان، "تزيدوا تصعبوها عليهم من صغرهم!"
***
"كيف تصنع الدجاجة البيض؟"
"هل نستطيع أن نبكي تحت الماء؟"
"هل يملك التوأمان بصمات أصابع متطابقة؟"
"لماذا تتجعد أصابعي بعد الاستحمام؟"
"لماذا يصغر الناس في حجمهم عندما يتقدمون في العمر؟"
"لماذا لا نشعر بالألم عندما نقص شعرنا؟"
"كيف تبقى الطائرة في الهواء؟"
"لماذا لا أستطيع أن ألعق أنفي؟"
"أين يذهب النور عندما نطفئ المصباح؟"
"لماذا لا تتكلم الحيوانات ؟"
"كيف يجعلني الدواء أشعر بتحسن؟"
"كيف جئت إلى هذا العالم؟"
...
هذه نماذج بسيطة من أسئلة أطفالنا ..
ربما نراها غريبة نوعًا ما أو للأسف نظن أحيانا أنها ساذجة!
ربما نظنها كذلك لأننا سألنا عنها أيضًا في صغرنا ولم نتلقَّ إجابات تدفع هذا الفضول للأمام، أو ربما لم تخطر على بالنا هذه الأسئلة أصلًا!
أسئلة ذكية بفطرة بريئة جدًّا..
الكارثة أننا في الغالب نستخف بعقولهم ونعطيهم إجابات "أسخف"، فقط لكي يصمتوا ويكفوا عن طرح الأسئلة ..
نعم، نحن السبب في عدم ابتكار أطفالنا وإبداعهم.. بتحولنا لأداة تقمع حالة الفضول وحب الاستطلاع.
أعتقد.. ولا تلوموني على هذا الاعتقاد، أننا لسنا بمستوى ذاك الذكاء وتلك الفطنة التي تسمح بالإجابة على أسئلتهم.
وأعترف أني لا أعرف "كيف" أجيب على أكثر من نصف هذه الأسئلة!
ولا أدري إن كان عليّ الإجابة أصلًا، ستكون إجاباتي سخيفة جدًّا!.
***
الواقع أنه في موضوع التربية بالذات لا مفر، سنخطئ سنخطئ هذا أمر مفروغ منه وواقع يجب علينا تقبله..
فقط علينا أن نحرص على الأقل أن لا نرتكب تلك الأخطاء الفادحة التي تؤثر بشكل كبير على حياة الطفل مستقبلًا ..
ليس من السهل أبدًا أن نربي طفلًا!
ولن نكون أبدًا بمستوى توقعاتهم.
***
اعتذار ..
"لكل طفل في هذا العالم
أساءت عائلته فهم دافع الاستطلاع والفضول لديه..
وكل طفل استجاب لكبتهم
حتى أصبح طفلًا متراخيًا يخاف من إشباع فضوله".
-
اِبتسام نُور الهُدى - Ibtissem NourelHoudaمدونة من الجزائر ، مهتمة بعلم النفس
التعليقات
رائعة ، بالتوفيق .