هل أخطأ ترامب في ما أعلنه ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل أخطأ ترامب في ما أعلنه ؟

  نشر في 18 ديسمبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

بعد إعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل ٬ انقلب العالم العربي رأسا على عقب ٬ و كثر الحديث و البيانات و التهديد و الوعيد من كل حدب و صوب ٬ و تعالت الأصوات المنادية باسترداد القدس و تحرير فلسطين في مشهد يعيد للأذهان الأفلام الثورية و قصص بطولات العرب المزعومة و حروبهم أيام سبعينيات القرن الماضي .

في الحقيقة دفعني التحفيز للبحث و التنقيب بين مشاهد التاريخ العربي و محاولة القراءة بتمعن و عمق بين السطور و طرحت التساؤل :

لماذا ضاعت القدس منا ؟

ما سر جرأة الرئيس الأمريكي بإعلان خطير كهذا ؟

و هل القدس قضية جوهرية للعرب أم فقط فكرة جزئية ؟

يقول الثائر مارتن لوثر كنغ لن يستطيع احد أن يركب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا ٬ مقولة ربما تفسر واقع القدس اليوم و من خلالها نقرا الواقع الذي يسعى حكام العرب لطمسه ٬ من خلال تبني الظاهرة الصوتية و حشد الدعم عبر خطابات بالية تسعى لشحن النفوس و هي مرصعة بما يثلج الصدور ٬ مع إلقاء اللوم على عدو خفي دون الوقوف و لو للحظة وقفة صدق مع النفس.

أليس العرب من حولوا القضية الفلسطينية من قضية جوهرية للأمة إلى خبر أخير قبل أخبار الفن في النشرات الإخبارية تحت عنوان الشأن الفلسطيني ؟

أليس العرب من سلموا أموالهم لترامب ٬ و قبله لبوش و الآخرون مخصصين لذلك استقبالات بالرقص و المدح و التكريم و الهدايا و السجود لايفانكا ؟

أليس العرب من منحوا أراضيهم كقواعد خلفية لبناء منصات إطلاق الصواريخ على العراق و على سوريا و هدم اليمن و زرع الفتنة في مصر؟

أليس العرب من اتصل بهم ترامب قبل الإعلان المشؤوم ٬ و ابدوا موافقتهم حتى بعض المحسوبين على الفلسطينيين أنفسهم ؟

أسئلة كثيرة يمكن طرحها دون أن نجد لها إجابة تشفي الغليل أو على الأقل تبرر الخذلان و الخضوع لسيناريوهات كتبناها بأيدينا و صادق عليها حكام العرب و جنى ثمارها من سلمناه القدس.

أليس حكام العرب من جعلوا من بلدانهم سماءا تظل الفاسدين و المفسدين.

أليست الأنظمة العربية أمثلة يستشهد بها أساتذة الجامعات عند إلقائهم لمحاضراتهم المتعلقة بالظلم و الاستبداد ؟

أليس حكام العرب من جعلوا شعوبهم على أهبة الاستعداد للرحيل من بلدانهم ٬ بحثا عن فرص للعيش كبني البشر المحترمين لا كأفراد من القطيع ؟

أليس حكام العرب من هدموا سلم القيم في أوطانهم ٬ و رفعوا الراقصة و المغنية و همشوا العالم و المعلم و مولوا برامج مسابقات الغناء ٬ و صنعوا جيلا يحلم بالشهرة و لو بهز الأرداف ؟

أليس حكام العرب من اعدموا العلماء و حبسوا الدعاة و اضطهدوا المعارضين لأنهم تفوهوا بكلمة الحق ٬و أنكروا عليهم إتباع الأنظمة البعيدة عن مقوماتنا ؟

أليس حكام العرب من اختاروا في مناهجهم التربوية في المدارس تعظيم بطولات الغرب على حساب قضية فلسطين الجوهرية ٬ و جعلها غالبا موضوعا غير معني بأسئلة الامتحانات ؟

أسئلة لا نهاية لعددها تطرحها على نفسك محاولا تفسير الوضع لكن لن تجد سوى خيارا واحدا فقط ٬ و هو أن القدس عاصمة لإسرائيل و أن العرب لا يقرؤون و إن قرءوا لا يفهمون و إن فهموا لا يطبقون كما قال احد الساسة الصهاينة ذات يوم ٬ و إلا فكيف يتوددون إليهم و المولى قال عنهم أنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.

فيا حكام العرب ارحلوا و اختاروا لأنفسكم الفراش الوثير و الكراسي العظيمة في مزبلة التاريخ ٬ لان أقلامه ستكتب عنكم أنكم رقصتم في الفيديو كليب ٬ و صوتم في اراب ايدول ٬ و تعريتم في اليخوت و ادخرتم أموالكم في بنوك العم سام و حاصرتم إخوانكم في غزة و قطر و انسلختم من هويتكم حتى حللتم مهرجانات التعري و الغناء في ارض التوحيد كما تقولون ٬ وحاربتم الإسلام نيابة عن القردة و ترفعون اليوم لافتة القدس عاصمة أبدية ولكن لمن...الله اعلم بما تضمره القلوب

فهل اخطأ اليهودي بإعلان القدس عاصمة لأهله ؟..... أم جنت براقش العربية على أهلها.

محمد بن سنوسي 18-12-2017


  • 1

   نشر في 18 ديسمبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا