(لاتحزن) .. هذا هو عنوان الكتاب الذي ألفه الداعية الإسلامي السعودي الكبير (عائض القرني) عام 2002، وأصبح واحد من أكثر الكتب مبيعاً في العالم العربي، لقد ساعدني هذا الكتاب وساعد الكثير في تنمية الأمل وإعطاء دفعة ضخمة، إستطاع هذا الكتاب أن يقضي على الحزن بداخل العديد من الناس.
وفي هذا المقال .. اخترت لك مقتطفات صغيرة جداً من أولى صفحاته منه التي تستطيع أن تنمي الأمل بداخلك أيضاً وتساعدك في إكمال طريقك :
(1) - الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه، أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمرته عاجلاً في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الإنشراح والانبساط، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك فامنح غيرك معروفاً، وأسدِ له حميلاً، تجد الفرج والراحة، أعط محروماً، انصر مظلوماً، أنقذ مكروباً، أطعم جائعاً، عِد مريضاً، أعن منكوباً، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك.
إن فعل الخير كالطيب ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان، إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم ((ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)) و‘ن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب. (الإحسان إلى الغير إنشراح للصدر، صـ42-43)
(2) - الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات؛ لأن أذهانهم موزعة (ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف)،
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل، فيبقى كالسيارة المسرعة في إنحدار بلا سائق، تجنح ذات اليمين وذات الشمال، يوم تجد في حياتك فراغاً فتهياً حينها للهم والغم والفزع؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي، والحاضر، والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي، وانتحار بكبسول مسكن. (أطرد الفراغ بالعمل، صـ43-44)
(3) - تفويض الأمر إلى الله، والتوكل عليه، والثقة بوعوده، والرضا بصنيعه، وحسن الظن به، وانتظار الفرج منه؛ من أعظم ثمرات الإيمان، وأجل صفات المؤمنين، وحينما يظمئن العبد إلى حسن العاقبة، ويعتمد على ربه في كل شأنه، يجد الرعاية، والولاية، والكفاية، والتأييد، والنصرة.
لما أُلقِى إبراهيم عليه السلام في النار قال:حسبنا الله ونعم الوكيل، فجعلها الله عليه برداً وسلامً، ورسولنا صل الله عليه وسلم وأصحابه لما هُدّدِدوا بجيوش الكفار وكتائب الوثنية قالوا:(حسبنا الله ونعم الوكيل) .
إن الإنسان وحده لا يستطيع أن يصارع الأحداث، ولا يقاوم الملمات، ولا ينازل الخطوب، لأنه خُلق ضعيفاً عاجزاً، إلا حينما يتوكل على ربه ويثق بمولاه، ويفوض الأمر إليه، وإلا فما حيلة هذا العبد الفقير إذا احتوشته المصائب، وأحاطت به النكبات (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
(حسبنا الله ونعم الوكيل، صـ62-63)
(4) - كم من مهموم سبب همه أمرٌ حقير تافه لا يُذكر!!، انظر إلى المنافقين، ما أسقط هممهم، وما أبرد عزائمهم، هذه أقوالهم: (لا تنفروا في الحر)، (ائذن لي ولا تفتني)، (بيوتنا عورة)،(نخشى أن تُصيبنا دائرة) (آيات قرآنية) .
يا لخيبة هذه الكعاطس يا لتعاسة هذه النفوس، همهم البطون والصحون والدور والقصور، ليرفعوا أبصارهم إلى سماء المُثُل، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل، هم أحدهم ومبلغ علمه: دابته وثوبه ونعله ومأدبته، وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سبب هموهم خلاف مع الزوجة، أو الابن، أو القريب، أو سماع كلمة نابية، أو موقف تافه، هذه مصائب هؤلاء البشر، ليس عندهم من المقاصد العليا ما يشغلهم.
(لا تحطمك التوافه، صـ67)
-
محمد جمالما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا (عمر بن الخطاب)