حسب النبوءة بأن الحال السيء والفاسد لن يستمر كما هو حاليا ، تخبرنا بأن الأرض ستمتلئ عدلا وقسطا كما امتلأت ظلما وجورا ، لا ننفك نسمع الاخبار المؤلمة من كل حدب وصوب ، والانباء التي ليس لها طعم سوى الألم والاوجاع التي تبكي السحاب والحديد ، وكأن الحديث قد أصاب الجميع كما اخبر النبي محمد صل الله عليه وسلم : حديث الفتنة : فنحن مفتونون بها ، وقد لا يزال الكثير منا غارقا بها ولا يدرك مدى عمقها سوى المتبصر او الذي ارشد بالتعاليم القديمة ، عارفا مؤمنا موقنا بها ، الكثير لا يزال يشكك والعديد يريد ان يتطور ويهرول حتى يصل ويصعد القطار قطار الفتنة ، الفتنة التي ليست جميلة إلا اننا ننخدع بجمالها وبجمالها تزيغ الرجل عن مساره الحقيقي ، اختلطت الأمواج والأفكار والاحداث والانباء والجميع نراه في سكرة ولكنه يعتقد بأنه متيقظ ومستيقظ للامور وإذا سألته يقول : انا اعرف ، نسأله هل تعرف السباحة في عالم الفتن ، وبما انك تعرف لماذا تغرق بها ولماذا يتصدع الألم منها ، لماذا تلحق بك وبنا الأذى وانت متيقن بأننا بها نمر مرور المسافر ؟ ننتظر او يوهمنا الامل بالانتظار وطول الطريق ، ويزيدنا وهما بان النور سوف يستمر الى امد طويل رغم ان الألوان تخبرنا بأن الوقت ينفذ الوان شعر الجسد ، ونعومة الجلد وقوة البدن والرؤيا كلها تتجه الى الانحدار ، فعد الأيام يمضي ومضاءها يكون يقطعنا عن الحياة ، نرجع الى ما ينتظره البعض والبعض الاخر قد لا يعرف عنه شيء ، محمد عبد الله ، هل ننتظر محمد عبدالله ، من يؤمن بنبوءة محمد عبد الله فعليه العمل لها ، ما رأيك بالعمل واعتقد بان العديد سيستغرب ما العمل في هذه النبوءة ، وهذا طرح غريب ولكننا نجتهد ويا حظه من يكون منه محمد عبدالله ، العمل هو ان نسمي أبناء لنا عبدالله ونوصي بمحمد ، ومن كان هو عبد الله فليسمي محمد ولينظر له كما يأمرنا الحديث ، فليتخير لنطفه ، اذكر انني لما طرحت هذا الامر استغرب اخ مني وقال من انت ، هل انت من ذرية معروفة او هل انت من نسل ..... أي من نسل النبوة ، قلت له لا ولكنني ارجو ان يكون محمد عبد الله من نسلي رغم انني اضعف من ان يكون ولكن الحديث يقول قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) ، فنحن ننوي والامر الى الله تعالى ، نرجع الى محمد عبد الله ، ولماذا هذا الاسم : حيث الوعود تقول : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا ، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" ، فهل نحن مستعدون لذلك ، اجتهدوا يا مؤمنين وتخيروا لنطفكم ، وحللوا طعامكم ونقوا أنفسكم وثيابكم من الرجس والفسق والفجور وجميع الموبقات عسى الله ان يرحمنا ويرزقنا الذرية الطيبة والامر إليكم والخيارة بين ايديكم .
-
محمود بشارة1- سورة الفاتحة = الْــــــــــــــــــــحَـــــــــمْــــــــــــــــدُ لِـــــــــــــــــــــــلَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ رَبِّ الْـــــــعَـــــالَـــــــــــمِـــــــيـــــــــ ...